يعلمها في شبابه وصحته لا يمن به عليه.
قال الضحاك: وهو أجر بغير عمل (١). وذكرنا هذا في أوائل سورة حم السجدة (٢).
واختار ابن قتيبة القول الأول، وقال: إلا الذين آمنوا وعملوا الصَالحات في وقت القُوَّة والقدرة، فإنهم في حال الكِبَر غير منقوصين، لانا نعلم لو لم نسلبهم القوة لم يكونوا ينقطعون عن عمل الصالحات، فنحن نجري لهم أجر ذلك ولا نَمُنّهُ، أي ولا نقطعه، ولا ننقصه (٣).
٧ - ثم قال ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ﴾ أيها الإنسان. ﴿بَعْدُ بِالدِّينِ﴾.
أي مجازاتي إياك بعملك، وأنا أحكم الحاكمين (٤).
قال مقاتل: يقول: فما يكذبك أيها الإنسان بعد بيان (٥) الصورة الحسنة، والشباب، ثم الهرم بعد ذلك بالحسَاب (٦) (٧).

(١) "الكشف والبيان" ١٣/ ١١٩ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٠٣، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٠٥، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١١٦، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٩١.
(٢) سورة فصلت: ٨، وتسمى أيضًا: السجدة، والمصابيح. انظر: "الإتقان" للسيوطي ١/ ١٥٧، ومما جاء في تفسيرها: قال ابن عباس: غير مقطوع. وقال مقاتل: غير منقوص. وقال مجاهد: غير محسوب قال المبرد: فيه قولان: أحدهما: غير مقطوع من قولك: مننت الحبل أي قطعته، ومنه قولهم: قد منّه السفر أي قطعه، ويكون غير ممنون: أي لا يمن به عليهم، وهذا معنى قول مجاهد. "البسيط" ٤/ ٢٣٨ ب.
(٣) "تأويل مشكل القرآن" ٣٤٢.
(٤) بياض في: (ع).
(٥) بياض في: (ع).
(٦) قوله: (الهرم بعد ذلك بالحساب) بياض في (ع).
(٧) ورد قوله في "تفسير مقاتل" ٢٤٤ ب، و"الوسيط" ٤/ ٥٢٦.


الصفحة التالية
Icon