ومعنى: أرأيت هاهنا تعجيب للمخاطب، وكرر هذه اللفظة للتأكيد في العجيب.
١١ - وهو قوله تعالى: ﴿إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى﴾ يعني: العبد المسمى، وهو محمد -صلى الله عليه وسلم- (١)
١٢ - ﴿أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى﴾. قال عطاء: مخافة الله، والتناهي عن معاصي الله (٢).
وقال مقاتل: يعني بالإخلاص والتوحيد (٣). ويكون المعنى على هذا باتقاء الشرك.
١٣ - ﴿أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ﴾. أبو جهل (٤) ﴿وَتَوَلَّى﴾ عن الإسلام.
ونظم هذه الآية على تقدير: أريت الذي ينهى عبدًا إذا صلى، وهو على الهدى، أمر بالتقوى، والناهي مكذب متولٍ عن الإيمان، أي فما أعجب من ذا، ولكن لما كرر أرأيت بني على ما بعده على الاتصال به، وهذا معنى قول الفراء (٥)، والأخفش (٦).

= ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى﴾ الخ وبعضه تمهيد وتوطئة، وهو ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى﴾ إلى (الرجعى). "التحرير والتنوير" ٥/ ٤٤٦ - ٤٤٧
(١) قال بذلك الطبري في: "جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٤، والماوردي في: "النكت والعيون" ٦/ ٣٠٧.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢٤٥ ب، وورد بمثله من غير أعزو في: "معالم التنزيل" ٤/ ٥٠٨، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٩٤.
(٤) قاله قتادة في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٥٥.
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢٧٨.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.


الصفحة التالية
Icon