وذكرنا ما قيل في تفسير الروح عند قوله: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ﴾ (١).
وقوله: ﴿فِيهَا﴾. أي في ليلة القدر.
قال المفسرون (٢): تنزل الملائكة، ومعهم جبريل في ليلة القدر بالرحمة من الله، والسلام على أوليائه، فيصلون ويسلمون علي كل عبد قائم، (أو قاعد) (٣) يذكر الله تعالى، (وهذا المعنى روي أيضًا مرفوعًا (٤)) (٥)، وقال آخرون: إنهم ينزلون إلى السماء الدنيا بكل مَا

= في "فتح القدير" ٥/ ٤٧٢، وقال به أيضًا سعيد بن جبير في "النكت والعيون" ٦/ ٣١٣. وإليه ذهب الطبري: "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦٠، السمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٩٦، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٥١٢، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٠٥، و"الكشاف" ٥/ ٢٢٥.
(١) سورة النبأ: ٣٨.
(٢) ممن قال بمعنى ذلك: ابن عباس، وعلي، وعكرمة. "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦٠، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٣٠ ب، حمل هذا المعنى القراءة عنهم: (من كل امرئ) فتأولها الكلبي على أن جبريل ينزل فيها مع الملائكة، فيسلمون على كل امرئ مسلم. "النكت والعيون" ٦/ ٣١٤، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٤، و"مجاز القرآن" ٢/ ٣٠٥.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) وهذا مروي عن انس قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا كان ليلة القدر، نزل جبريل في كبكبة من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى). ذكر ذلك الثعلبي عن أنس في "الكشف والبيان" ١٣/ ١٣٠ أ - ب، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٣٤، وانظر أيضًا: "زاد المسير" ٨/ ١٨٧ عن أنس، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٨٣ مفصلاً، وعزا تخريجه إلى البيهقي عن أنس. وقال ابن كثير: وروى البيهقي في كتاب: فضائل الأوقات عن علي أثراً غريباً في نزول الملائكة ومرورهم على المصلين ليلة القدر، وحصول البركة للمصلين. "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٦٨.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).


الصفحة التالية
Icon