حسناته، ويعذبه بسيئاته (١).
قال مقاتل: يعني: فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره في القيامة في كتابه، فيفرح (٢) به، وكذلك من الشر في كتابه فيسوؤه ذلك (٣). قال: وكان أحدهم يستقل أن يعطي اليسير، ويقول: إنما نؤجر على مَا يعطى، ونحن نحبه، وليس اليسير مما نحب، ويتهاون بالذنب اليسير، ويقول: إنما وعد الله النار على الكبائر، فأنزل الله هذه الآية يرغبهم (٤) في القليل من الخير، ويحذرهم اليسير من الشر (٥).
وقال محمد بن كعب: فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره في الدنيا، وهو الكافر يرى ثواب ذلك في الدنيا في نفسه وأهله وماله حتى يلقى الآخرة وليس له فيها خير، ومن يعمل مثقال ذرة من شر يره، وهو المؤمن يرى عقوبة ذلك في الدنيا في نفسه وأهله وماله حتى يلقى الآخرة وليس له فيها شر (٦).

(١) ورد قوله في: "جامع البيان" ٣٠/ ٢٦٨، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٣٥ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥١٦، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ٦١، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٠١، و"الدر المنثور" ٨/ ٥٩٥ وعزاه إلى ابن المنذر، والبيهقي في: "البعث".
(٢) في (أ): (مفرح).
(٣) "تفسير مقاتل" ٢٤٧ أ - ب، و"فتح القدير" ٥/ ٤٧٩.
(٤) في (أ): (ترغيبهم).
(٥) ورد معنى قوله في "تفسير مقاتل" ٢٤٧ ب، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٣٦ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٢١، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥١٦، و"زاد المسير" ٨/ ٢٩٣، و"فتح القدير" ٥/ ٤٨٠، و"أسباب النزول" تح أيمن صالح: ص ٣٩٨، كما وردت رواية بمثله عن سعيد بن جبير: "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٧٨، ووردت أيضًا من غير عزو في: "لباب التأويل" ٤/ ٤٠١.
(٦) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٨٨، و"جامع البيان" ٣٠/ ٢٦٨، و"بحر العلوم" ٣/ ٥٠١، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥١٦، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ٦١ مختصرًا، و"لباب التأويل" =


الصفحة التالية
Icon