لامرئ يجمع الأداة... لرَيْب الدهر لا مسنَد ولا زمَّالِ (١)
والأشبه أن إرادة العرب لا تجمع في وقت واحد، إنما هو شيء بعد شيء، وقال:
ولها بالماطرون إذا... أكل النمل الذي جمعا (٢)
والنمل لا يجمع ما يدّخره في وقت واحد، إنما يجمع شيئًا بعد شيء، فيجوز على هذا في قول من خفف أن يكون جمع شيئًا بعد شيء، كما يكون ذلك في قول من ثقل) (٣).
وقوله (٤): ﴿وَعَدَّدَهُ﴾ قال الفراء: وأحصاه (٥).
وقال الزجاج: "وعدده" للدهر (٦)، وهو معنى قول مقاتل: واستعد

(١) "ديوانه" ١٨٣ برواية: "يجعل" بدلًا من: (يجمع)، ومعنى: مسند: المتهم في نسبه. زمال: الضعيف. "ديوانه".
(٢) البيت مختلف في نسبته لقائله، فمنهم من ينسبه إلى الأحوص وهو في "شعره" ص ١٤١، وبعضهم إلى يزيد بن معاوية وبعضهم إلى دهبل، وقال: أبو الحسن: الصحيح أنه ليزيد يصف جارية.
انظر: "الكامل" ٢/ ٤٩٨، و"سر صناعة الإعراب" ٢/ ٦٢٦، و"الممتع" لابن عصفور ١/ ١٥٨، و"لسان العرب" ١٣/ ٤٠٩ (مطرن)، ونسبه إلى الأخطل، ولم أعثر عليه في "ديوان الأخطل".
وجاء في حاشية كتاب: "الكامل" والأبيات في "شعر الأحوص" وهي كلمة رواها أبو عمر الشيباني لأبي دهبل الجمحي -وتكلم وحقق ومال في النهاية إلى توثيق نسبته لأبي دهبل- ٢/ ٤٩٨، شعر الأحوص: تح: السامرائي ص ١٤١.
(٣) ما بين القوسين نقله عن "الحجة" ٦/ ٤٤١ - ٤٤٢ بتصرف.
(٤) قوله: من (أ).
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢٩٠.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٦١.


الصفحة التالية
Icon