السمراء (١) من الشام ورحل إليها الإبل: هاشم بن عبد مناف (٢).
وذكر (عطاء عن) (٣) ابن عباس السبب في ذلك فقال: كانت قريش إذا أصاب واحداً منهم مخمصة (٤) خرج هو وعياله إلى موضع، وضربوا علي أنفسهم خباء حتى يموتوا، إلى أن كان هاشم بن عبد مناف، وكان سيد زمانه، وكان له ابن يقال له أسد، وكان له تِرْبٌ (٥) من بني مخزوم (٦) يحبه ويلعب معه، فشكا إليه الضر والمجاعة، فدخل أسد على أمه يبكي، فأرسلت أمه إلى أولئك بدقيق وشحم، فعاشوا فيه أيامًا، ثم أتى ترب أسد أيضًا إليه وشكا ثانيًا، فقام هاشم خطيبًا في قريش فقال: إنكم أحدثتم حدثًا تقلون فيه وتذلون، وأنتم أهل حرم الله، وأشرف ولد آدم، والناس لكم تبع، قالوا: نحن نتبع لك فليس عليك منا خلاف، فجمع كل بني أب على الرحلتين في الشتاء إلى اليمن، وفي الصيف إلى الشام للتجارات، فما ربح الغني قسمه (بينه) (٧) وبين الفقير حتى كان فقيرهم كغنيهم، فجاء الإسلام

(١) السمراء: هي الحنطة، وقيل: الناقة الأدماء. انظر: "لسان العرب" ٤/ ٣٧٦ (سمر).
(٢) "معالم التنزيل" ٤/ ٥٣١ ورد قوله عند تفسير "وآمنهم من خوف".
(٣) ساقط من (أ).
(٤) المخمصة: المجاعة، وخمص الشخص خمصًا فهو خميص إذا جاع. "المصباح المنير" ١/ ٢١٨، وانظر: "مختار الصحاح" ص ١٩٠.
(٥) تِرْب: اللدة والسن، يقال: هذه ترب هذه أي لدتها، وقيل: ترب الرجل الذي ولد معه.
"لسان العرب" ١/ ٢٣١ (ترب)، و"تاج العروس" ١/ ١٥٨ (ترب).
(٦) بنو مخزوم: بطن من لؤي بن غالب بن قريش.
"نهاية الأرب" للقلقشندي ص ٣٧١.
(٧) ساقط من (أ).


الصفحة التالية
Icon