تفسير سورة أرأيت (١)

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾ قال أبو إسحاق: الاختيار (أرأيت) بإثبات الهمزة الثانية، لأن الهمزة إنما طرحت من المستقبل نحو: ترى، وأرى، ويرى. فأما (رأيت) فليس يصح عن العرب فيها (ريت)، ولكن ألف الاستفهام لما (٢) كانت في أول الكلام سَهَّلَت إلقاء الهمزة، والاختيار إثباتها (٣)، (وقد تقدم بيان هذا في سورة الأنعام) (٤) (٥)، ومعنى
(١) تسمى بسورة الماعون، وبسورة الدين. "الإتقان" ١/ ١٥٩. وفيها قولان:
أحدهما: أنها مكية، قال به عطاء، وجابر، وعزاه ابن الجوزي إلى الجمهور.
الثاني: أنها مدنية في أحد قولي ابن عباس، وقال به أيضًا قتادة. "زاد المسير" ٨/ ٣١٦، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٥٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢١٠.
(٢) في (أ): (ما).
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٦٧.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) سورة الأنعام: ٤٠، قال تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾، ومما جاء في همزة "أرأيت" فقد اختلف القراء في هذا الحرف وما كان من بابه ودخل عليه ألف الاستفهام مثل "أرأيتم" "وأرايتكم" و"أرأيت" و"أفرأيتم" فحذف الكسائي همزة الرؤية فقرأ "أيتكم" كأنه =


الصفحة التالية
Icon