وتفسير التباب قد تقدم عند قوله: (غير تتبيب) (١)،
و (إلا في تباب) [غافر: ٣٧].
قال مقاتل: خسرت يداه (٢) بترك الإيمان، وخسر هو (٣).
وقال الفراء: الأول: دعاء (٤)، والثاني: خبر، كما تقول: أهلكه الله وقد هلك (٥). وجعلك الله صالحًا وقد جعل (٦).
(وأضاف التباب إلى اليد كقول العرب: خسرت يده وضاقت يده، وكسبت يده، والمراد به صاحب اليد، ولكن جرت العادة بإضافة هذه الأفعال إلى اليد) (٧).
وأبو لهب هو ابن عبد المطلب -عم النبي -صلى الله عليه وسلم- واسمه عبد العزى، ولهذا ذكرت كنيته دون اسمه، لأن تسميته عبد العزى خطأ (٨)، وهو عبد الله لا عبد العزى، وكان يعادي النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد المعاداة.
قال طاوس بن عبد الله (المحاربي) (٩): أتى بسوق ذي

(١) سورة هود: ١٠١، ومما جاء في تفسير "غير تتبيب" أي غير تخسير، والتباب: الهلاك، وفي اللغة الإهلاك، وواحدها قريب من الآخر.
(٢) في (أ): (يده).
(٣) كما ورد معنى قوله في: "تفسير مقاتل" ٢٥٥ ب، و"بحر العلوم" ٣/ ٥٢٣ ولفظه: خسر نفسه.
(٤) بياض في (ع).
(٥) في (أ): اهلك.
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢٩٨.
(٧) ما بين القوسين لعله نقله عن "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٢ أ.
(٨) انظر: "بحر العلوم" ٣/ ٥٢٣، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٢ أ.
(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).


الصفحة التالية
Icon