﴿حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ قال ابن عباس (١)، والمفسرون: يعني سلسلة من حديد في النار، طولها سبعون ذراعًا. وهو قول السدي (٢)، ومقاتل (٣)، (وعروة بن الزبير (٤)) (٥).
(والمسد في كلام العرب الفتل، يقال مسد الحبل يَمْسُده، إذا أجاد فتله. ورجل ممسود، إذا كان مجدول الخَلْق، وجارية ممسودة إذا كانت حسنة طي الخَلْق، والمسد: ما مسد، أي: فتل من أي شيء كان، فيقال لما فتل من جلود الإبل، ومن الليف، والخوص: مسد.
ولما فتل من حديد أيضًا: مسد. والمعنى أن السلسلة التي في عنقها فُتلَتْ من الحديد فَتْلًا محكمًا، ولوي ليًا شديدًا) (٦)، وهي السلسلة التي ذكرها الله تعالى في قوله: ﴿ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا﴾ (٧).

(١) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٥ أ، معالم التنزيل: ٤/ ٥٤٣، كما ورد في حاشية كتاب "زاد المسير" ٨/ ٣٢٨ عن النسخة الأزهرية. "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٤٢ من رواية أبي صالح عن ابن عباس، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٢٥.
(٢) ورد معنى قوله في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٥ أ، و"زاد المسير" ٨/ ٣٢٨ حاشية.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) ورد قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٤٠، و"بحر العلوم" ٣/ ٥٢٤، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٥ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٣، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٥، و"زاد المسير" ٨/ ٨٢٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٤٢، و"البحر المحيط" ٨/ ٥٢٦، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦٠٣، و"فتح القدير" ٥/ ٥١٢.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) ما بين القوسين نقله عن "تهذيب اللغة" ١٢/ ٣٨٠، وعزا الأزهري القول من: (والمسد في كلام العرب..) إلى (والخوص المسد) إلى ابن السكيت، ولم أجده في إصلاح المنطق.
(٧) سورة الحاقة: ٣٢.


الصفحة التالية
Icon