والمراد بقوله: (في جيدها) يعني في النار، ولا يكون في جيدها في النار حبل من ليف، ولا من لحاء شجر.
(وذهب قوم إلى أنها كانت تحتطب على ظهرها بحبل من ليف في عنقها (١)) (٢).
(قال ابن قتيبة: ولست أدري كيف هذا، لأن الله وصف زوجها بالمال والولد، ثم ذكر في المسد مثل ما ذكرنا، وهو أنه كل ما ضفر وقتل وإن كان حديدًا أو نارًا، وما شاء الله أن يكون (٣)) (٤)
وذكر أهل العلم (من المفسرين) (٥) معجزة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه السورة وهو أنه أخبر أن أبا لهب وزوجه يدخلان النار، وذلك (٦) إنما يكون بموتهما على الكفر، فكان الأمر كذلك، وكانا على الكفر (٧).
وسئل الحسن فقيل: هل كان يستطيع أبو لهب أن لا يصلى النار؟ فقال والله ما كان يستطيع لا يصلاها (٨) وإنها لفي (٩) كتاب الله قبل أن يخلق

(١) عزاه ابن قتيبة إلى بعض المتقدمين: "تأويل مشكل القرآن" ص ١٦١ - ١٦٢، وقد قال به: قتادة كما في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٤ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٦٧.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ)
(٣) "تأويل مشكل القرآن" ص ١٦١ - ١٦٢ باختصار.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) ساقط من (أ).
(٦) في (ع): (كذلك).
(٧) قال بذلك الثعلبي في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٥ أ، وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٤٣ و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦٠٤ وعزاه إلى العلماء.
(٨) في (أ): (يصليها).
(٩) في (أ): (في).


الصفحة التالية
Icon