هذا قول هؤلاء) (١). وتحقيق ذلك أن الله تعالى لا يحتاج إلى الطعام والشراب، ولا جوف له، ولا عضو، ولا رأس ولا رجل (٢) فلا معنى لتخصيص نفي الجوف دون غيره في صفة الله تعالى.
وأما في تفسير الصمد فقد يكون في العربية الصمد الشيء المصمت الذي لا جوف له، المسدود الجوف، ومنه يقال لسداد القارورة الصماد وقد صمدتها أصمدها وشيء مصمد صلب، وليس فيه خور (٣) (وهذا صحيح في اللغة (٤)) (٥)، ولكن الصمد بهذا المعنى لا يجوز في صفة الله -تعالى- لأن المصمت هو المتضاغط (٦) الأجزاء، وهذا تشبيه وكفر بالله (٧).

=١٧/ ٢١٥، و"دقائق التفسير" ٦/ ٣٥٩، "تفسير سورة الإخلاص" ص ٤٧ قال محققه: إسناده صحيح -حاشية ٦ -، وعلق ابن تيمية عليه فقال: كلام صحيح؛ بمعنى أنه لا يفارقه شيء منه "مجموع الفتاوى" ١٧/ ٢٤٠ وقال الألباني عن رواية عكرمة: إسناده ضعيف مقطوع: "ظلال الجنة في تخريج السنة" ١/ ٢٩٩ ح ٦٦٧.
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) قد أثبت الله سبحانه لنفسه صفة الرجل، فنثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه اتباعاً لمذهب السلف من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف إثباتًا يليق بذاته، فعن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يلقى في النار وتقول: هل من مزيد حتى يضع قدمه أو رجله عليها فتقول قط قط" أخرجه البخاري في: "الجامع الصحيح" ٣/ ٢٩٦ ح ٤٨٤٨: كتاب التفسير: باب ٥٠ رقم ١.
(٣) الخور: هو الصوت "الصحاح" ٢/ ٦٥١ (خور).
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" ١٢/ ١٥٠ - ١٥١ (صمد)، و"الصحاح" ٢/ ٤٩٩، و"لسان العرب" ٣/ ٢٥٨، و"تاج العروس" ٢/ ٤٠١.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) المتضاغط الضغط والضغطة: عصر شيء إلى شيء ضغطه يضغطه ضغطًا: زحمه إلى حائط ونحوه، والتضاغط التزاحم. "لسان العرب" ٧/ ٣٤٢ (ضغط).
(٧) هذا الكلام من الإمام الواحدي يدل على أشعريته، ويتضح ذلك عند قوله: "ولا =


الصفحة التالية
Icon