أقسم الله بالشمس وحرها (١)، وهو قول ابن عباس في رواية عطاء (٢).
قال المبرد: أصله فيما يقول النحويون من الضح، هو نور الشمس، والألف مقلوبة عن الحاء الثانية، يقال (٣): ضحو وضحوات، وضحى (٤)، فعلي ما ذكر "الواو" في ضحوة مقلوبة عن الحاء الثانية، والألف مقلوبة عن "الواو".
وقال (٥) أبو الهيثم: الضَّحُّ (٦) نقيض الظل، وهو نور الشمس على وجه الأرض، قال: وأصله الضّحْىُ فاستثقلوا "الياء" مع سكون الحاء فثقّلوها.
وقالوا: ضحّ. ومثله العبد: القِن أصله من القِنية (٧)، وهذا ضد مَا

(١) "تفسير مقاتل" ٢٤١ أ، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٩ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٩١، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٧، "زاد المسير" ٨/ ٢٥٦، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٩٠، "لباب التأويل" ٤/ ٣٨١، "البحر المحيط" ٨/ ٤٧٨، "روح المعاني" ٣٠/ ١٤٠، وكلها برواية: حرها.
وقد ضعف الفخر هذا القول بحرها "التفسير الكبير" ٣١/ ١٩٠.
(٢) ورد معنى قوله من ذكر طريق عطاء في: "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٧٢.
(٣) في (ع): (يقول).
(٤) لم أعثر على نص المبرد فيما بين يدي من كتبه. وقد ورد قوله في: "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٧٣، و"البحر المحيط" ٨/ ٤٧٨، و"الدر المصون" للسمين الحلبي ٦/ ٥٢٨، وقال أبو حيان معقبًا على ما قاله المبرد: لعله مختلف عليه؛ لأن المبرد أجل من أن يذهب إلى هذا، وهذان مادتان مختلفتان، لا تشتق إحداهما من الأخرى. ٨/ ٤٧٨، وانظر: "الدر المصون" ٦/ ٥٢٨.
(٥) في (ع): (قال).
(٦) في (أ): (الصحيح).
(٧) ورد قوله في "تهذيب اللغة" ٣٩٨/ ٣ (ضح)، وانظر أيضًا: "التفسير الكبير" ٣١/ ١٩٠، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٧٣.


الصفحة التالية
Icon