والفساد، فينبت الضرر على الخلق إلا من أعاذه الله (١).
وذكر المفسرون في تفسير هذه الآية (٢) ما روى أبو سلمة عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٣) أخذ بيدها (٤)، وأشار إلى القمر، وقال: "استعيذي بالله من شر هذا، فإنه الغاسق إذا وقب" (٥).
قال ابن قتيبة: الغاسق: القمر سمي به، لأنه يكسف فيغسق أي يذهب ضوؤه ويسود -قال- ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم- لعائشة: "تعوذي بالله من شر هذا" أي من مر شره "إذا وقب" إذا دخل في الكسوف (٦).

(١) قال بذلك ابن عباس والضحاك وقتادة والسدي. "النكت والعيون" ٦/ ٣٧٥.
(٢) (هذه الآية) بياض في (ع).
(٣) (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) بياض في (ع).
(٤) بياض في (ع).
(٥) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ٦/ ٦١، ٢٠٦، ٢٣٧ والترمذي في "السنن" ٥/ ٤٥٢: ح ٣٣٦٦: باب ٩٤: من طريق أبي سلمة عن عائشة، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٤٧ وصححه، ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن. "فتح الباري" ٨/ ٧٤١، وابن الجزري في "جامع الأصول" ٢/ ٤٤٥: ح ٨٩٨، وقال الأرناؤوط: وإسناده قوي، وأبو عبيدة في "غريب الحديث" ١/ ٣١٣، والطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥٢، والسيوطي في "الدر" ٨/ ٦٨٩ وعزاه إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ في العظمة، وابن مردويه، وانظر: "كنز العمال" ٢/ ١٥: ح: ٢٩٥٥، قال الشوكاني: وهذا لاينافي قول الجمهور، لأن القمر آية الليل ولا يوجد له سلطان إلا فيه، وهكذا يقال في جواب من قال إنه الثريا. "فتح القدير" ٥/ ٥٢٠.
(٦) "تهذيب اللغة" ١٦/ ١٢٨ - ١٢٩ (غسق)، وانظر "تفسير غريب القرآن" ص ٥٤٣، فالإمام الواحدي نقل عبارة ابن قتيبة من التهذيب، وأما تفسيره فلم أجد عند ابن قتيبة ذكر لحديث عائشة والله أعلم =


الصفحة التالية
Icon