قال مقاتل: يعني السحرة، والأُخذة ينفثن في العقد والأُخذ (١).
وقال (عطاء عن) (٢) ابن عباس: يريد السحرة الذين عقدوا السحر للنبي -صلى الله عليه وسلم- (٣)، وإنما أتى على لفظ جمع الإناث لتأنيث الجماعات نحو ﴿وَالصَّافَّاتِ﴾، ﴿فَالتَّالِيَاتِ﴾، ﴿فَالزَّاجِرَاتِ﴾ (٤)، ومثل ذلك كثير في التنزيل ومعناه الجماعات. وقال صاحب النظم: إنما أنث (٥) النفاثات من بنات لبيد بن أعصم اليهودي سحرن النبي -صلى الله عليه وسلم- (٦).

(١) "تفسير مقاتل" ٢٥٧ ب.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) "الوسيط" ٤/ ٥٧٤.
(٤) سورة الصافات: والآيات كاملة: ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (٢) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا﴾ [١ - ٣].
(٥) إنما أنت: غير مقروء في (ع).
(٦) هكذا وردت عبارة صاحب النظم في النسختين. ولم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بنحوه في: "زاد المسير" ٨/ ٣٣٤ معزوًا إلى المفسرين: وهذا القول: إن النفاثات من بنات لبيد ليس بسديد، لأن الذي سحر النبي -صلى الله عليه وسلم- هو لبيد بن عاصم، وليس بناته كما جاء ذلك في الصحيح.
والجواب المحقق: أن النفاثات هنا: من الأرواح، والأنفس النفاثات لا النساء النفاثات، لأن تأثير السحر إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح الشريرة، وسلطانه إنما يظهر منها، فلهذا ذكرت النفاثات هنا بلفظ التأنيث دون التذكير، والله أعلم. قاله ابن القيم. "تفسير المعوذتين" تح مصطفى العدوي: ٥٣ - ٥٤. وأما ابن تيمية فقال: وخص من السحر النفاثات في العقد، وهن النساء، والحاسد الرجال في العادة، ويكون من الرجال ومن النساء والشر الذي يكون من الأنفس الخبيثة من الرجال والنساء هو شر منفصل عن الإنسان ليس هو في قلبه كالوسواس الخناس. "مجموع الفتاوى" ١٧/ ٥٠٧.


الصفحة التالية
Icon