وبعضها بالإمالة (١) وبعضها بالتفخيم (٢).
قال الفراء: تكسر ضحاها (٣)، والآيات التي بعدها، وإن كان أصل بعضها "الواو".
ونحو: ﴿تَلَاهَا﴾، و ﴿ضُحَاهَا﴾، و ﴿دَحَاهَا﴾ (٤) [لنازعات: ٣٠]، لما ابتدئت السورة بحرف "الياء" أتبعها ما هو من "الواو"، ولو كان الابتداء "للواو"، لجاز فتح ذلك كله قال: وكان حمزة يفتح ما كان من "الواو"، ويكسر ما كان من "الياء"، وذلك من قلة البصر بمجاري الكلام، فإذا انفرد جنس "الواو" فتحته، وإذا انفرد جنس "الياء" فأنت فيه بالخيار: إن فتحت وإن كسرت فصواب (٥). انتهى كلامه.
وقال أبو إسحاق: من كسر من هذه الحروف مَا كان من ذوات "الياء" أراد الدلالة على أنه من ذوات الياء، ومن فتح: "تلاها"، و"طحاها" فلأنه من ذوات "الواو"، ومن كسر، فلأن ذوات "الواو"، كلها إذا رُدَّ إلى مَا لم يُسَمَّ فاعِله (٦) انتقل إلى "الياء" نحو "تُلِىَ" و"دُحِىَ"، و"طُحِىَ" (٧).

= انظر: "كتاب السبعة في القراءات" ص ٦٨٨، و"القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٧٩، و"الحجة" ٦/ ٤١٨.
(١) قر الكسائي بالكسر في ذلك كله. المراجع السابقة.
(٢) قرأ ابن كثير، وعاصم، وابن عامر بفتح أواخر آي هذه السورة، والليل، والضحى. المراجع السابقة.
(٣) (وضحها) في كلا النسختين.
(٤) في (أ): (دحيها).
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٦ بيسير من التصرف.
(٦) أي المبني للمجهول.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٣١ بتصرف.


الصفحة التالية
Icon