١٧ - وقوله: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا﴾ أي سنبعدها، ويجعل منها على جانب، يقال: جنبته الشيء أي بعدته وتجنبه عنه (١).
﴿الْأَتْقَى﴾ يعني أبا بكر -رضي الله عنه- في قول الجميع (٢)، قالوا: يزحزح عن النار.
قال مقاتل: الأتقى المخلص بالتوحيد.

(١) انظر: "النهاية" لابن الأثير ١/ ٣٠٣، و"المفردات في غريب القرآن" ص ٩٩.
(٢) نقل الإجماع على ذلك: ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٩٢، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٢٦٥، والفخر الرازي في "التفسير الكبير" ٣١/ ٢٠٥، والشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٤٥٥، نقل ذلك عن الواحدي، وابن عاشور في "التحرير والتنوير" ٣٠/ ٣٩١، وقال ابن كثير: وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وحتى إن بعضهم حكى الإجماع عن المفسرين على ذلك: "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٥٦.
قال د. الخضيري: وجميع المفسرين على القول بهذا من غير خلاف بينهم. "الإجماع في التفسير" ٥٢٨، وانظر: "جامع البيان" ٣٠/ ٢٢٦، و"معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٧٣، و"معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٣٥.
وقد ورد قول شاذ قالت به الرافضة، وهو أنها نزلت في علي بن أبي طالب، وقد ردّ قولهم بما هو شاف كاف. انظر: الرازي في "التفسير الكبير" ٣١/ ٢٠٥.
قال د. الخضيري: بعد أن ذكر قول الرافضة المخالف لإجماع المفسرين، ولم أنقل رأيهم ليعترض به على إجماع المفسرين؛ بل ليعرف ويطلع عليه "الإجماع في التفسير" ٥٢٨.
وعليه فما ذهب إليه الإمام الواحدي من قول بالإجماع صحيح، ويقرر منهجه في حكايته للإجماع، فالشاذ نحو هذا لا عبرة له عنده، والذي ينبغي التنبيه عليه هو أن الآية خاصة بنزولها، عامة بلفظها. قال ابن كثير: ولا شك أنه دخل فيها يعني أبا بكر- وأولى الأمة بعمومها، فإن لفظها لفظ العموم، ولكنه مقدم الأمة وسابقهم في جميع هذه الأوصاف، وسائر الأوصاف الحميدة.
"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٥٦.


الصفحة التالية
Icon