المفسرون: إن (١) اليهود وغيرهم من المشركين تمنَّوا (٢) على رسول الله - ﷺ -، فمِنْ قائلٍ يقول: ائتنا بكتاب من السماء جملة واحدة (٣)، كما أتى موسى بالتوراةِ، ومِن قائلٍ يقول، وهو عبد الله ابن أبي أمية المخزومي (٤): ائتني بكتاب من السماء فيه من الله رب العالمين إلى أُبي بن (٥) أُميّة: اعلم أني قد أرسلت محمدًا إلى الناس، ومِن قائلٍ يقول: لن نؤمن أو تأتي بالله والملائكة قَبيلًا، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٦).
وقال أبو إسحاق: معنى الآية: أنَّهم نُهوا أن يسألوا النبي - ﷺ - مالا خير لهم في السؤال عنه (٧)، إنما خُوطبوا بهذا بعدَ وضوحِ البراهين لهم، وإقامتهم (٨) على مخالفتهم (٩).

(١) في (ش): (بأن).
(٢) تحرفت في "أسباب النزول" ص ٣٧ إلى تمنعوا.
(٣) ساقطة من (أ)، (م).
(٤) هو عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم ابن عمة النبي - ﷺ - عاتكة بنت عبد المطلب، كان من كفار مكة ومن أقوى المعارضين للرسول - ﷺ - ودعوته ولم يزل كذلك حتى عام الفتح، فهاجر إليه قبل الفتح هو وأبو سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب، وأسلما وحسن إسلامهما، وشهد فتح مكة وحنينًا والطائف، ورُمي من الطائف بسهم فقتله. ينظر: "معجم الصحابة" لابن قانع ٢/ ٥٢١، "أسد الغابة" ٣/ ١٧٧، "البداية والنهاية" ٤/ ١٣٠.
(٥) في الأصل: أبي بن، والتصويب من "أسباب النزول" ص ٣٨.
(٦) ينظر تخريج كلام ابن عباس السابق، وكذا أيضا في "أسباب النزول" للمصنف ص ٣٧ - ٤٨، "البحر المحيط" ١/ ٣٤٦.
(٧) في "معاني القرآن" عنه وما يكفرهم وإنما.
(٨) في "معاني القرآن" وإقامتها.
(٩) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٩٢.


الصفحة التالية
Icon