أحدهما: أنه جمع الأب على أَبِينَ كما ذكرنا.
والثاني: أنه كره أن يجعل إسماعيل من جملة الآباء فوحَّد الأب، ويكونُ التقدير: إلهَ أبيك إبراهيمَ وإله إسماعيل وإسحاق، كما تقول: رأيتُ غلامَ زيد وعمرو أي: غلامهما (١)، قال عطاء عن ابن عباس: إن الله لم يقبض نبيًّا حتى يخيره بين الموت والحياة، فلما خيرَّ يعقوب قال: أنظِرْني حتى أسألَ ولدى وأوصيَهم، فجمع ولده، وهم اثنا عشر رجلًا، وهم الأسباطُ، وجميع أولادهم، فقال لهم: قد حَضَرَتْ وفاتي، وأنا أريدُ أن أسألكم وأوصيكم: ما تعبدون من بعدي قالوا: نعبد إلهك كما في الآية (٢).
وقوله تعالى: ﴿إِلَهًا وَاحِدًا﴾ ينتصب على وجهين: إن شئت على الحال، كأنهم قالوا: نعبد إلهَكَ في حال وحدانية، وإن شئت على البدلِ، وتكون الفائدة في هذا البدل: ذكر التوحيد، فيكون المعنى: نعبد إلهًا واحدًا (٣).
(١) ينظر: "البحر المحيط" ١/ ٤٠٢ - ٤٠٣، "تفسير القرطبي" ٢/ ١٢٧.
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ٣/ ١٢١٠، والبغوي في "تفسيره" ١/ ١٥٤، والحافظ في "العجاب" ١/ ٣٨٠ من قول عطاء، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٢١٠ والرازي في "التفسير الكبير" ٤/ ٧٦، عن ابن عباس وذكره دون نسبة "الخازن" ١/ ١١٤، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٠٢.
(٣) من "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢١٢، وذكره الأخفش في "معانيه" ١/ ١٥٠ على وجه الحال فقط.