١٧٤ - قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ﴾ الآية. قال ابن عباس: نزلت في رؤساء اليهود (١).
وقوله تعالى: ﴿وَيَشْتَرُونَ بِهِ﴾ يجوز أن تعود الكناية إلى الكتمان، والفعل يدل على المصدر، ويحتمل أن تعود الكناية إلى ﴿مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾، ويجوز أن تعود إلى المكتوم مما أنزل الله (٢). ومعنى قوله: ﴿وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ كقوله: ﴿تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ [البقرة: ٤١]. وقد مرّ.
وقوله: ﴿مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ﴾ ذكر البطن هاهنا زيادة بيان؛ لأنه يقال: أكَلَ فلانٌ المال: إذا بَذَّرَه وأَفْسَدَه (٣).

(١) ذكره الثعلبي ١/ ١٣٥٦، والواحدي بأطول من هذا في "أسباب النزول" ص ٥٢، من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، ونقله عنه ابن حجر في "العجاب" ١/ ٤١٩، والسيوطي في "لباب النقول" ص ٣٠، وفي "الدر المنثور" ١/ ٣٠٩، وضعف إسناده، ورواه الطبري ٢/ ٨٩، وعبد بن حميد عن قتادة، ورواه الطبري ٢/ ٨٩، وهو في "تفسير سنيد بن داود". كما ذكره الحافظ في "العجاب". عن عطاء، ورواه الطبري ٢/ ٨٩ - ٩٠، وابن أبي حاتم ١/ ٢٨٥ عن السدي وأبي العالية والربيع بن أنس، وذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٩١ من وجه آخر عن ابن عباس، وذكره الثعلبي ١/ ١٣٥٥ من رواية جويبر عن الضحاك، وضعفه السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٣٠٩، والآية وإن كانت في أحبار اليهود فإنها تتناول من علماء المسلمين من كتم الحق مختارًا لذلك، بسبب دنيا يصيبها. ينظر: "المحرر الوجيز" ٢/ ٧٣.
(٢) ينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ١٣٥٦، "المحرر الوجيز" ٢/ ٧٤، وذكرها في "البحر المحيط" ١/ ٤٩١، واستظهر الثاني.
(٣) ينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ١٣٥٧، "البحر المحيط" ١/ ٤٩١ قال: أو كناية عن ملء البطن؛ لأنه يقال: فلان أكل في بطنه، وفلان أكل في بعض بطنه، أو لرفع توهم المجاز إذ يقال: أكل فلان ماله إذا بذره وإن لم يأكله.


الصفحة التالية
Icon