الواحد وأجزائه، وعلى حسب شدة الاتصال يقبح الانفصال، وليس كذلك المبتدأ مع خبره، ألا ترى أنَّ كل واحد منهما ليس كَجُزْء (١) الآخر. وإذا كان الأمرُ على ما ذكرنا، لم يَجُزْ الفصل بين بعض الصلة وبعض؛ لأن عطفَك على الموصول بالمفرد والجملة وتأكيدَك إياه ووصفَك له وإبدالَك منه يؤذن كل ذلك بالتمام والانقضاء، فلا يسوغ أن يذكر ما يؤذن بالتمام ويدل عليه ثم يتم بعد؛ لأن ذلك نَقْصٌ وفساد (٢).
فأما (٣) قول الشاعر:
ذاك الذي وأبيك يَعرِف مالكٌ | والحقُّ يَدفَع تُرَّهاتِ الباطلِ (٤) |
فالقسم مما (٥) قد اتسع بالفصل فيه؛ لكثرته، ويقع مواقع لم يقع غيره، فلا يلزم إذا اتسع فيه ففصل به أن يفصل بغيره. ألا ترى أنهم اتسعوا في الفصل بالظرف، ففصلوا به بين إن واسمها، وليس يوجب فصلهم بذلك
(١) في (ش): (ليس كَجَسر الآخر).
(٢) ذكر هذا بمعناه الرازي في "تفسيره" ٥/ ٤٤.
(٣) في (ش): (وأما).
(٤) البيت لجرير في "ديوانه" ص٥٨٠، "لسان العرب" ١/ ٤٣١ (تره).
(٥) في (م): (ما).
(٢) ذكر هذا بمعناه الرازي في "تفسيره" ٥/ ٤٤.
(٣) في (ش): (وأما).
(٤) البيت لجرير في "ديوانه" ص٥٨٠، "لسان العرب" ١/ ٤٣١ (تره).
(٥) في (م): (ما).