وروى سلمة عن الفراء، يقال: هذا شهر رمضان، وهما شهرا ربيع، ولا يُذكَر الشهرُ مع سائر أسماء الشهور العربية (١)، ونحو هذا يروى عن مجاهد (٢)، أنه كره أن يقال: رمضان.
وروى أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقولوا رمضان، انسبوه كما نسبه الله في القرآن، فقال: شهر رمضان" (٣).
وقوله تعالى: ﴿أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ قال ابن عباس: أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان، فوضع في

(١) ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٤٦٩، وزاد، يقال: هذا شعبان قد أقبل، وكذا في "اللسان" ٣/ ١٧٣٠ (رمض).
(٢) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٢/ ١٤٤، ورواه ابن أبي حاتم عن جماعة منهم مجاهد ومحمد بن كعب القرظي، وقال ابن أبي حاتم ١/ ٣١٠: ورخص فيه ابن عباس وزيد بن ثابت.
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" عن أنس ٢/ ٢٦٥، وليس في شئ من المصادر الحديثية عن أنس، بل روى من حديث أبي هريرة وابن عمر وعائشة - رضي الله عنها - عند ابن عدي في "الكامل" ٧/ ٥٣، والبيهقي ٤/ ٢٠١ والجوزقاني في "الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير" ٢/ ٨٨، وابن أبي حاتم ١/ ٣١٠، وحكم ابن الجوزي عليه في "الموضوعات" ٢/ ١٨٧ بأنه موضوع لا أصل له، وقال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" ص ٨٧ موضوع بلا ريب، وضعفه القرطبي في "تفسيره" ٢/ ٢٧٨، وقال: والصحيح جواز إطلاق رمضان من غير إضافة كما ثبت في الصحاح وغيرها.
روى مسلم (في الصيام، باب: فضل شهر رمضان برقم ١٠٧٩)، عن أبي هريره أن رسول الله - ﷺ - قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين". ورواه البخاري برقم [١٨٩٨] ثم ذكر القرطبي آثارًا كثيرة كلها بإسقاط الشهر.


الصفحة التالية
Icon