وحدُّ السَّفَرِ الذي يبيح الإفطار (١): ستة عشر فرسخا (٢) فصاعدًا. والإفطار رخصة من الله للمسافر، فمَنْ (٣) أَفْطَرَ فبرخصة الله أخذ، ومن صام ففرضه أدّى، على هذا عامة الفقهاء (٤). ومن أجهده الصوم في السفر كره له ذلك (٥)، وفي مثل هذا: جاء ما روي أنه - ﷺ - قال: "ليس من البر الصوم في
= القرآن" لابن العربي ١/ ٧٧، "تفسير القرطبي" ٢/ ١٥٦ - ١٥٧، "المغني" ٤/ ٤٠٣، وذكر الطبري في "تفسيره" ٢/ ١٥٠ أقوال العلماء في المرض الذي يبيح الفطر، فذكر ثلاثة أقوال: الأول: هو الذي لا يطيق معه صاحبه القيام لصلاته، ورواه عن الحسن وإبراهيم النخعي. والثاني: كل مرض كان الأغلب من أمر صاحبه بالصوم الزيادة في علته زيادة غير محتملة، ونسبه للشافعي. الثالث: كل مرض يسمى مرضا، ونسبه لمحمد بن سيرين، ورجح أن من أجهده الصوم جهدا غير محتمل من المرض فله الفطر. وذكر القرطبي أن الجمهور يرون أن من كان به مرض يؤلمه ويؤذيه أو يخاف تماديه أو يخاف تزيده صح له الفطر، وقد ذكر قبل ذلك أن للمريض حالتين: إحداهما: أن لا يطيق الصوم بحال، فعليه الفطر واجبا. والثانية: أن يقدر على الصوم بضرر ومشقة، فهذا يستحب له الفطر، ولا يصوم إلا جاهل. وهذا من كلام ابن العربي في "الأحكام" ١/ ٧٧.
(١) اختلف العلماء في حد السفر الذي يبيح الفطر على أقوال كثيرة. ينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣٢٧، "المغني" ٣/ ١٠٥ - ١١٠، ٤/ ٣٤٥، "أحكام القرآن" لابن العربي ١/ ٧٧، "تفسير القرطبي" ٢/ ٢٥٧ - ٢٥٨، والذي في البخاري: كان ابن عمر وابن عباس يفطران ويقصران في أربعة برد، وهي "ستة عشر فرسخا".
(٢) الفرسخ: ثلاثة أميال هاشمية، والميل: ستة آلاف ذراع، والذراع: أربعة وعشرون أصبعا معتدلة معترضة أي: أن طول الفرسخ نحو ٦ كلم. ينظر: "المجموع شرح المهذب" ٤/ ١٩٠، "القاموس" ٣٢٩، "المكاييل والأوزان الإسلامية وما يعادلها في النظام المتري" ص ٩٤.
(٣) في (أ)، (م): (ومن).
(٤) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٥٣، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣١١، "المغني" ٤/ ٤٠٦.
(٥) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٥٥، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣١٨ - ٣٢٢، "تفسير القرطبي" ٢/ ٢٦٠.
(١) اختلف العلماء في حد السفر الذي يبيح الفطر على أقوال كثيرة. ينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣٢٧، "المغني" ٣/ ١٠٥ - ١١٠، ٤/ ٣٤٥، "أحكام القرآن" لابن العربي ١/ ٧٧، "تفسير القرطبي" ٢/ ٢٥٧ - ٢٥٨، والذي في البخاري: كان ابن عمر وابن عباس يفطران ويقصران في أربعة برد، وهي "ستة عشر فرسخا".
(٢) الفرسخ: ثلاثة أميال هاشمية، والميل: ستة آلاف ذراع، والذراع: أربعة وعشرون أصبعا معتدلة معترضة أي: أن طول الفرسخ نحو ٦ كلم. ينظر: "المجموع شرح المهذب" ٤/ ١٩٠، "القاموس" ٣٢٩، "المكاييل والأوزان الإسلامية وما يعادلها في النظام المتري" ص ٩٤.
(٣) في (أ)، (م): (ومن).
(٤) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٥٣، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣١١، "المغني" ٤/ ٤٠٦.
(٥) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٥٥، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣١٨ - ٣٢٢، "تفسير القرطبي" ٢/ ٢٦٠.