نزلت: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِين﴾ [التوبة: ٥]، فنُسخت هذه الآية، وأُمِرَ بالقتال مع المشركين كافة.
ومعنى قوله: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا﴾ أي: لا تبدؤوهم ولا تعجلوهم بالقتال قبل تقديم الدعوة (١).
وقال ابن عباس (٢) ومجاهد (٣): الآية محكمة، أُمر رسول الله - ﷺ - فيها (٤) بالقتال، ولم ينسخ شيء من حكم هذه الآية.
قالا (٥): ومعنى قوله: ﴿وَلَا تَعْتَدُوا﴾ أي: لا تقتلوا النساء والصبيان والشيخ الكبير ولا من ألقى إليكم السَّلَم وكف يده، فإن فعلتم ذلك فقد اعتديتم (٦).
وقال في رواية الكلبي: نزلت هذه الآيات في صلح الحديبية (٧)، وذلك

(١) "تفسيرالثعلبي" ٢/ ٣٩٩.
(٢) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٢/ ١٩٠، وابن أبي حاتم ١/ ٣٢٥، وذكره النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ١/ ٥١٦، والثعلبي ٢/ ٣٩٩.
(٣) رواه الطبري ٢/ ١٩٠، وابن أبي حاتم ١/ ٣٢٥.
(٤) ساقطة من (ش).
(٥) في (م): (قال).
(٦) روى الطبري في "تفسيره" ٢/ ١٩٠ هذا القول أيضا عن عمر بن عبد العزيز ثم قال: وأولى هذين القولين بالصواب: القول الذي قاله عمر بن عبد العزيز؛ لأن دعوى المدعي نسخ آية يحتمل أن تكون غير منسوخة، بغير دلالة على صحة دعواه: تحكمٌ، والتحكم لا يعجز عنه أحد.
(٧) الحديبية: بالتخفيف والتشديد، قرية متوسطة ليست بالكبيرة، سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التىِ بايع رسول الله - ﷺ - تحتها، وهي على تسعة أميال من مكة، ويقال لها الآن: الشميسي، وصلح الحديبية كان في سنة لست من الهجرة حين منع المشركون رسول الله - ﷺ - ومعه أصحابه وكانو ١٤٠٠ وقيل: ١٥٠٠، ثم تصالحوا=


الصفحة التالية
Icon