يُركَّب في الجبل لو أنزل القرآن عليه، لأنّ في القرآن أمراً ونهياً، ولا يؤمر ولا ينهى (١) من لا يعقل (٢).
وقيل: إن الخشية في اللفظ للحجر، وفي المعنى للناظر إلى الحجر، وذلك (٣) أنه تعالى يهبط الحجارة [دلالة للناظر على قدرة الله، فيحمله ذلك على الخشية، فنسب الخشية إلى الحجر] (٤) لما كان منه بسبب مجازاً (٥)، كما تقول العرب: لفلان ناقة تاجرة، أي: تامة سمينة تُنفِّق نفسها وتدعو إلى (٦) شرائها والتجارة فيها، كذلك قال: الحجارة خاشية من الله، أي: داعية إلى الخشية (٧)، ومعنى الآية: وإن منها ما يهبط فيدعو الناظرَ إليها إلى (٨) خشية الله.
وقال مجاهد: كلُّ حجر تفجّر منه الماءُ أوتشقّق عن ماء أو تردّى من

(١) في (ج): (وينهى).
(٢) ذكر نحوه الطبري في "تفسيره" ١/ ٣٦٥، "تفسير الماوردي" ١/ ٣٧٤، "تفسير ابن عطية" ١/ ٣٥٧ - ٣٥٨.
(٣) في (ب): (وقيل أنه تعالى).
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٥) في (ب): (مجاز).
(٦) في (ب): (إلى الله سرابها).
(٧) ذكر الطبري في "تفسيره" نحوه ١/ ٣٦٥، "تفسير الماوردي" ١/ ٣٧٤، "تفسير ابن عطية" ١/ ٣٥٧ - ٣٥٨، قال الزجاج: (وقال قوم إنها أثر الصنعة التي تدل على أنها مخلوقة، وهذا خطأ، لأن ليس منها شيء ليس أثر الصنعة بينًا في جميعها، وإنما الهابط منها مجعول فيه التميز..) "معاني القرآن" ١/ ١٣٠، وانظر: "تفسير القرطبي" ١/ ٣٩٥، "تفسير ابن كثير" ١/ ١٢١ - ٢٢٢.
(٨) (إلى): ساقط من (ب).


الصفحة التالية