فعملها في الجمل يكون في معناها لا في لفظها، وعلى هذا وجه الآية، ويجوز أن يكون السير قد مضى والدخول واقع الآن، وقد انقطع السير، تقول: سرت حتى أدخلَها الآن ما أمنع، كأنك قلت: سرت حتى (أني) (١) أَدْخُلُها الآن ما أمنع، فهذه جملة باب (حتى) في الأفعال (٢). قال أبو علي الفارسي: ما ينتصب بعد (حتى) من الأفعال المضارعة على ضربين:
أحدهما: أن يكون بمعنى (إلى)، وهو الذي تحمل (٣) عليه الآية، والفعل الذي يكون قبل (حتى) مع ما حدث عنه قد مضيا جميعًا، ألا ترى أن الأمرين في الآية كذلك.
والآخر: أن يكون بمعنى (كي)، وذلك قولك: (أسلمت حتى (٤) أدخلَ الجنة)، فهذه تقديره: أسلمت كي أَدْخُلَ الجنة، فالإسلام قد كان والدخول لم يكن.
وأما قراءة من قرأ: (حَتَّى يَقُولُ) بالرفع، فالفعل الواقع بعد حتى إذا
(١) ليست في (ي).
(٢) ينظر في ذلك: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣٠٤ - ٣٠٦، "التبيان" ص ١٣١، "البحر المحيط" ٢/ ١٤٠، "مغني اللبيب" ١٦٦ - ١٧٦.
(٣) في (ش): (يجهل).
(٤) الجملة هذه ليست في (أ) و (م).