أيِّ وَجْه أَخَذَ من يمين أو شمال في أبواب الخُصومةِ غَلَب (١)، ويقال: لَدَدْتَ يا رجل، فأنت تَلَدُّ لَدَدًا ولَدَادَةً (٢).
والخصام: مصدر، كالمُخَاصمة، والمُخَاصَمَة: مُفَاعلةٌ من الخصُومة، وحقيقة الخُصومة: التَّعَمُّق في البحث عن الشيء، والمضايقةُ فيه، ولذلك قيل لزوايا الأوعية: خُصوم، واحِدُها: خُصْم (٣). قال ابن عباس في قوله: ﴿أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾ يريد: الذي يدع الحق ويِخاصم على الباطل (٤).
٢٠٥ - قوله تعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ﴾ قال ابن عباس: ﴿وَإِذَا تَوَلَّى﴾ يريد: راجعًا إلى مكة (٥)، وذلك أنه لما انصرف من بدر ببني

(١) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٧٧ بمعناه.
(٢) ينظر في مادة لدد: "تفسير الطبري" ٢/ ٣١٥، "معاني القرآن" للفراء١/ ١٢٣، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٦٤٣، "لسان العرب" ٧/ ٤٠٢٠، "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٢٥٤، وضبطت فيه: لدِدْتُ، بكسر الدال، وقال شاكر في حاشية "تفسير الطبري" عن لدادة: مصدر لم أجده في كتب اللغة التي بين يدي.
(٣) ينظر في مادة (خصم) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ١/ ٧١، "تهذيب اللغة" ١/ ١٠٤٢، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٦٤٤، "لسان العرب" ٢/ ١١٧٧ - ١١٧٨، "المفردات" ص ١٥٥، وبين أن أصل المخاصمة أن يتعلق كل واحد بخصم الآخر أي جانبه، وأن يجذب كل واحد خُصْم الجوالق من جانب. ويرى الزجاج في "معاني القرآن" ١/ ٢٧٧: أن خصام: جمع خصم؛ لأن فَعلا يجمع إذا كان صفة على فعال، نحو صعب وصعاب، وكذلك إن جعلت خصما صفة، فهو يجمع على أقل العدد، وأكثره على فعول وفعال جميعا، يقال: خصم وخصام وخصوم، وإذا كان اسما ففعال فيه أكثر العدد، نحو: فرخ وأفراخ لأقل العدد، وفراخ وفروخ لما جاوز العشرة.
(٤) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٣١٠ بلفظه، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٤٢٨ إلى الطستي من سؤالات نافع بن الأزرق.
(٥) رواه الطبري عنه في "تفسيره" ٢/ ٣١٦، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٣٦٦،=


الصفحة التالية
Icon