الطُّهْرَ أَخرجه (١).
فأما اشتقاقها: فقال الفرّاءُ فيما حكاه ابنُ الأنباري: التوراة (٢)؛ معناها: الضياءُ والنُّورُ؛ من قول العرب: (وَرِيَ الزَّنْدُ (٣)، يَرِي): إذا قَدَحَ (٤)، فَلَم يَكْبُ (٥)، و (أورْيتُه أنا)؛ قال الله تعالى: ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾ [العاديات: ٢] ويقولونَ: (وَرِيتْ (٦) بل زِنَادِي)، على مثال: (شَرِيَتْ) (٧).

(١) انظر مبحث إبدال التاء من الواو، وأصل كلمة (التوراة) في "المقتضب" للمبرد ١/ ٦٣، "نزهة القلوب" للسجستاني ١٥٤، "مجالس العلماء" للزجاجي ٩٥، وكتاب "التكملة" للفارسي ٥٧١، "سر صناعة الإعراب" لابن جني ١/ ١٤٥، "المنصف" له ١/ ٢٢٦، "المشكل" لمكي: ١/ ١٤٩، "شرح المفصل" لابن يعيش: ٩/ ١٤٢، ١٠/ ٣٦، "نزهة الطرف في علم الصرف" لابن هشام: ١٦٠.
(٢) من قوله: (التوراة..) إلى (قول العرب): نقله عن "الزاهر" لابن الأنباري: ١/ ١٦٨.
(٣) من قوله: (وري الزند..) إلى: (.. لم يجاوز به غيره): نقله عن "الحجة" للفارسي: ٣/ ١٠ مع بعض التصرف.
(٤) يقال: (وَرِيَ الزَنْدُ يَرِي)، و (وَرَى يَرِي)، و (وَرِيَ يَوْرَى). انظر: (وري) في: "كتاب العين" للخليل بن أحمد: ٨/ ٣٠٤، "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٨٨٠، "الصحاح" ٦/ ٢٥٢٢. والزَنْدُ: العود الذي تُقدَح به النارُ، وهو يكون في الأعلى، والزندة: السفلى. انظر: "الصحاح" ٢/ ٤٨١ (زند).
(٥) في (أ): (يثب). (ب): (يتب). وفي (ج): ينب. وفي (د) كما في النسخ السابقة، ولكن بدون إعجام، ولا وجه لجميعها. والمثبت هو ما استصوبته؛ فقد جاء في "اللسان" (كبا الزَنْدُ): إذا لم يخرج ناره. انظر ٦/ ٣٨١٤ (كبا). وفي "مفردات ألفاظ القرآن" (ويقال: (فلانٌ واري الزند): إذا كان مُنْجِحا. و (كابي الزند): إذا كان مُخفِقًا) ٥٥٨ (وري).
(٦) في (ج): (وَريْتُ). ووردت الكلمةُ كما أثبَتُّ، في "مجالس العلماء" للزجاجي: ٨٢. وجاء في "كتاب العين" للخليل: ٨/ ٣٠٤: (وتقول للرجل الكريم: (إنه لواري الزِّناد، وورَّيْتُ بك زِنادي)؛ أي: رأيت منك ما أحب، مِنَ النُّصْح والنجابة والسماحة).
(٧) في (ج): (شربت). ومعنى (شَرِيَت)؛ أي: لجَّت، مِن: (شَرِيَ يَشرَى شرًى)،=


الصفحة التالية
Icon