وقال اللَّيْث (١): يقال: (لَمْ أرْضَ منه حتى نَقِمتُ، وانتقمْتُ): إذا كافأه؛ عقوبةً بما صنع.
٦ - قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ﴾ (٢). التصويرُ: جعل الشيء على صورةٍ. والصورة: هيئة يكون (٣) عليها الشيء بالتأليف.
وأصلها مِن: (صارَه، يَصُوره): إذا أماله (٤). فهي صورَةٌ؛ لأنها مائلة إلى بِنْيَةٍ بالشَبَه لها.
وقوله تعالى: ﴿فِي الْأَرْحَامِ﴾. جَمْعُ رَحِم. وأصلها مِنَ: الرَّحْمَة (٥)؛ وذلك لأنها مما يُتَراحم بالاشتراك فيها، ويُتَعاطف.
وقوله تعالى: ﴿كَيْفَ يَشَاءُ﴾. أي: ذكرًا (و) (٦) أنثى؛ قصيرًا وطويلًا؛ أسودَ وأبيض؛ سعيدًا وشقِيًّا. ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ﴾ في مُلْكه، ﴿الْحَكِيمُ﴾

(١) قوله في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٦٥٤ (نقم).
(٢) لم يتعرض المؤلف لتفسير آية: ٥.
(٣) في (أ): (تلون). (ج) يلون. والمثبت من: (ب)، (د).
(٤) يقال: (صارَهُ يَصُورُه، ويَصِيرُه) انظر: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٩٥٨ (صار)، "غريب الحديث" لأبي عبيد بن سلّام: ٢/ ٣٠٩، "اللسان" ٤/ ٢٥٢٤.
(٥) انظر: "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب (تحقيق عدنان داودي): ٣٤٧. وورد في الحديث: (قال الله: أنا الله، وأنا الرحمن، خَلَقْت الرَّحِمَ، وشَقَقْت لها اسمًا من اسمي، فَمَن وَصَلَها وصَلْتُه، ومَنْ قَطَعَها بَتَتُّه). أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (١٩٠٧) كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في قطيعة الرحم، وقال الترمذي: (حديث صحيح)، والحاكم في "المستدرك" ٤/ ١٥٧. وصححه، ووافقه الذهبي، وأحمد في "المسند" ١/ ١٩٤. وعند البزار: (أنا الرحمن الرحيم، وإني شققت الرَّحِمَ من اسمي..). انظر: "كشف الأستار عن زوائد البزار": ٢/ ٣٧٩، تحقيق الأعظمي، وقال عنه الهيثمي: (وإسناده حسن). "مجمع الزوائد" ٨/ ١٥١.
(٦) في (ج): (أو). وكذا كُتِبت (أو) بدلا من (و) في (ج) فيما بعدها.


الصفحة التالية
Icon