قال الزجَّاج (١): وهذا كما تقول في الكلام: (مَثَلُك، مَثلُ زيدٍ). تريد: أنك تشبهه في فِعْلٍ، ثم تخبر بقصَّة زيد، فتقول: كذا وكذا.
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾. اختلفوا في المَقُولِ له ﴿كُنْ﴾: فالأكثرون (٢): على أنه (آدَمُ)، وعلى هذا يقع الإشكال في لفظ الآية؛ لأنه إنما يقول له: (كُنْ) قبل أن يخلقه لا بعده، وههنا يقول: ﴿خَلَقَهُ﴾، ﴿ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ﴾. والجواب:
إنَّ الله تعالى أخبرنا أوَّلًا أنه خلق آدم من غير ذَكَر ولا أنثى، ثم ابتدأ خبرًا آخَرَ، أراد أَنْ يُخبرنا به، فقال: ثم (٣) إني أخبركم أيضًا بعد خبري الأول: أني قلت له ﴿كُنْ﴾، فكان، [فجاء] (٤) [(ثم)] (٥) لمعنى (٦) الخبر الذي تقدم، والخبر الذي تأخر في الذِّكْر، لا أن (٧)

= المثل؟ فقال: خلقه من تراب. أي: المَثَلُ خلَقَهُ من تراب..). انظر: "معاني القرآن" للفراء: ١/ ٢١٩، "تفسير الطبري" ٣/ ٢٩٦، "البيان" للأنباري: ١/ ٢٠٦، "الدر المصون" ٣/ ٢١٨، "منار الهدى" ٦٣.
(١) في "معاني القرآن" له: ١/ ٤٢٢، نقله عنه بتصرف يسير. والزجَّاج هنا يوضح كيف كانت ﴿خَلَقَهُ﴾ جملة مفسرة.
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ٣/ ٩٦، "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٦٦٥ وقد رواه عن ابن إسحاق، "المحرر الوجيز" ٣/ ١٤٨.
(٣) (ثم): ساقطة من: (ج) و (د).
(٤) ما بين المعقوفين زيادة من: (د)، وهي كذلك في "الدر المصون" ٣/ ٢٢٠؛ حيث نقل السمينُ الحلبيُّ قولَ الواحدي كاملًا.
(٥) ما بين المعقوفين زيادة من: (ج)، (د)، وكذلك هي في "الدر المصون" ٣/ ٢٢٠، ولكن وردت فيه: (بثم).
(٦) في (ج)، (د): (بمعنى).
(٧) في (ب)، (ج)، (د): (لأن) بدلًا من: (لا أن) وكذلك وردت في "الدر المصون" =


الصفحة التالية
Icon