وقولُ الزَّجَّاج في هذه الآية، يَدُلُّ على أنّ هؤلاء، هم الكفار الذين يُنْكِرُون البَعْثَ، لأنه قال (١) في سياق الآية: معنى ابتغائهم تأويله: أنهم طلبوا تأويل بَعثِهِمْ وإحيائهم.
وقوله تعالى: ﴿ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ﴾. قال عطاءٌ، عن ابن عباس (٢): يريد: الكفر. وقال الرَّبِيع (٣)، والسدي (٤): طلب الشرك (٥).
وقال مجاهد (٦): اللَّبْسِ (٧)؛ لِيُضِلُّوا به جُهَّالَهم.

= البغوي" ٢/ ٨، "المحرر الوجيز" ٣/ ٢٣. وورد كذلك عن أبي أمامة رضي الله عنه: أنهم الخوارج. يرويه عن رسول الله - ﷺ - وقد رجح ابن كثيرٍ وقفَهُ على أبي أمامة. انظر الأثر في: "مسند الإمام أحمد" ٥/ ٢٦٢، "مصنف عبد الرزاق" ١٠/ ١٥٢رقم (١٨٦٦٣)، و"سنن البيهقي" ٨/ ١٨٨، و"مسند الحميدي" ٢/ ٤٠٤ رقم (٩٠٨)، "المعجم الكبير" للطبراني: ٨/ ٢٧٤ وما بعدها، "المعجم الصغير" له: ١/ ٤٢ (٣٣)، "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٥٩٤، و"الشريعة" للآجرِّي: ٣٦، "تفسير ابن كثير" ١/ ٣٧١.
(١) في "معاني القرآن" له: ١/ ٣٧٨.
(٢) لم أقف على مصدر قوله. وقد ورد في "تنوير المقباس" المنسوب إلى ابن عباس: ٤٣.
(٣) قوله في "تفسير الطبري" ٣/ ١٨٠، "ابن أبي حاتم" ٢/ ٥٩٦، "الثعلبي" ٣/ ٧ ب، "البغوي" ٢/ ١٠، "المحرر الوجيز" "زاد المسير" ١/ ٣٥٤.
(٤) قوله في: المصادر السابقة، عدا "المحرر الوجيز". والسُدِّيُّ هنا هو: السُدِّي الكبير (إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، ت: ١٨٢ هـ). وليس هو السُدِّي الصغير (محمد بن مروان، ت: ١٨٦ هـ)؛ وذلك أن هذا الأثر ورد من رواية أسباط عن السدي، وأسباط إنما يروي عن السدي الكبير. انظر: "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٥٩٦، " الطبقات الكبرى" لابن سعد: ٦/ ٣٧٦، "تهذيب التهذيب" لا بن حجر: ١/ ١٥٨في ترجمة أسباط، "معجم المفسرين" لعادل نويهض: ١/ ٩٠، ٢/ ٦٣٥.
(٥) وهو قول: مقاتل في "تفسيره" ١/ ٢٦٤، وابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" ١٠١.
(٦) قوله في "تفسيره" ١/ ١٢٢، والمصادر السابقة.
(٧) هكذا وردت في الأصل بالكسر على تقدير: ابتغاء، أو طَلَبِ اللَّبْسِ. =


الصفحة التالية
Icon