المفسرين (١): هذا كان يوم أُحُد، غدا رسول الله - ﷺ - من منزل عائشة إلى أُحُد (٢)، فجعل يصف أصحابَه للقتال.
قال ابن عباس (٣): ﴿مِنْ أَهْلِكَ﴾؛ يريد: مِن (٤) منزل عائشة (٥).
وقوله تعالى: ﴿تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ يقال: (بَوَّأتُه مَنْزِلًا)، و (بَوَّأتُ له منزلًا)؛ أي: أنزلته إيَّاهُ (٦).
قال ابن هَرْمَة (٧):

وبُوِّئَتْ في صَميمِ مَعْشَرِها فَتَمَّ في قومِها مُبَوَّؤُها (٨)
(١) ممن قال بذلك: ابن مسعود - رضي الله عنه -، ومجاهد، والكلبي، والزهري، وابن إسحاق، والطبري. انظر: المراجع السابقة، و"سيرة ابن هشام" ٣/ ٥٨، و"بحر العلوم" ١/ ٢٩٥، و"زاد المسير" ١/ ٨٨٤ و"الدر المنثور" ٢/ ١٢٠ وما بعدها.
(٢) المصادر التي أشرت إليها، وقد ذكرت أقوال من سبق ذكره، ولكن لم تذكر أنه - ﷺ - خرج من منزل عائشة رضي الله عنها.
(٣) لم أقف على مصدر قوله.
(٤) (من): ساقطة من (ج).
(٥) وممن ذكر أن المنزل الذي خرج منه - ﷺ - هو منزل عائشة: أبو الليث في "بحر العلوم" ١/ ٢٩٥، والثعلبي في "تفسيره" ٣/ ١٠٧ أ، والبغوي في "تفسيره" ٤/ ٩٦، وقد نسباه لمجاهد والكلبي والواقدي، وابن الجوزي في "الزاد" ١/ ٤٤٩، وابن الديبع في "حدائق الأنوار" ٥٢١.
(٦) انظر: "تفسير الطبري" ٤/ ٧٢، و"الصحاح" ١/ ٣٧ (بوأ)، و"اللسان" ١/ ٣٨٢.
(٧) هو: أبو إسحاق، إبراهيم بن علي بن سَلَمَة بن عامر بن هَرْمَة القرشي، من الخُلْج، وهم من قيس بن الحارث بن فِهْر. سكن المدينة، وهو من آخر الشعراء الذين يُحتَجُّ بشعرهم، قال الأصمعي: (خُتِم الشعرُ بابن هَرْمة)، عاصر الدولة الأموية والعباسية، مات بعد سنة (١٥٠هـ) تقريبا. انظر: "طبقات الشعراء" لابن المعتز ٢٠، و"تاريخ بغداد" ٦/ ١٢٧، و"خزانة الأدب" ١/ ٤٢٤.
(٨) البيت ورد منسوبًا له في: "مقاييس اللغة" ١/ ٣١٢ (بوأ)، وورد غير منسوب في: "اللسان" ١/ ٣٨٢ (بوأ).


الصفحة التالية
Icon