كـ (الغُرْفَة) (١) من الماء وأشباهها. فَمَا رَسَمَهُ النبي - ﷺ -: (سُنَّة)، و (مسنون).
ويجوز أن يكون من قولهم: (سَنَنْتُ النَّصْلَ والسِّنَانَ، أسُنُّهُ سَنًّا)، فهو (مَسْنُون): إذا أحْدَدْتُهُ على المِسَنِّ (٢). فالفعل (٣) الذي كان تهذيبُه منسوبًا إليه، سُمِّيَ (سُنَّة)؛ على معنى: أنه (مَسْنُون).
ويجوز أن يكون من قولهم: (سَنَّ الإِبِلَ): إذا أحْسَنَ رِعْيَتَها (٤). فالفعل الذي كان النبي - ﷺ - يتولَّى رِعايَتَه وإدامَتَه مِن العبادات سُمِّيَ: (سُنَّةً ومسنونًا)؛ ذهابًا إلى أنَّه كان يَتَوَفَّرُ عليها بإقامةِ شروطِها، تَوَفُّرَ الرَّاعِي على الإِبِلِ بإِحْسانِ رَعْيَها. هذا كلامُ أهلِ اللغة في (السُّنَةِ).
فأما معنى الآية وتفسيرها؛ فقال أكثر المفسِّرين (٥):
معنى الآية: قد مضت منِّي-فيمن (٦) [قد] (٧) كان قبلكم، من الأمم
(٢) انظر: (سنن) في: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٧٦، و"اللسان" ٤/ ٢١٢٣.
(٣) في (ج): (والفعل).
(٤) قال ابن السكيت: (ويقال: (سَنَّ الإبل، يَسُنُّها، سَنًّا): إذا أحسن رِعْيَتها، حتَّى كأنه صَقَلَها). "إصلاح المنطق" ٥٤. وانظر: (سنن) في: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٧٧، و"الصحاح" ٢١٣٩، و"اللسان" ٤/ ٢١٢٣.
(٥) انظر: "تفسير مقاتل" ١/ ٣٠٣، و"تفسير الطبري" ٤/ ٩٩، ١٠٠، و"تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٧٦٨، و"بحر العلوم" ١/ ٣٠٠، و"تفسير الثعلبي" ٣/ ١٢١ ب.
(٦) في (ج): (في من).
(٧) ما بين المعقوفين: زيادة من (ج).