اليهود من قُريظة والنضير (١).
﴿لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ﴾ أي: لن تنفع، ولن تدفع. وإنما ذُكرَ (عن) مع الإغناء؛ لأنه يراد به الدفع، و (الغِنَى): ما يدفع عن صاحبه الفقر.
وقوله تعالى: ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ قال الكلبي (٢): من عذاب الله (٣).
وقال أبو عبيدة (٤): معناه: عند الله. (٥)
(مِنْ) بمعنى: (عند) وحروف الصفات تتعاقب (٦).

(١) لم أهتد إلى قول ابن عباس هذا في المصادر التي رجعت إليها. وقد ذهب ابن جرير الطبري إلى أن المراد بهم: (يهود بني إسرائيل ومنافقيهم ومنافقي العرب وكفارهم) "تفسيره": ٣/ ١٨٩. وقال أبو السعود: (والمراد بالموصول: جنس الكفرة الشامل لجميع الأصناف). تفسيره: ٢/ ١٠. وإلى عموم الآية وتناولها لكل كافر، ذهب كذلك أبو حيان في "تفسيره" ٢/ ١٨٧.
(٢) من قوله: (قال الكلبي) إلى: (بمعنى: عند) نقله بالنص عن "الثعلبي" ٣/ ١١ ب.
(٣) قوله في "تفسيرالثعلبي" في الموضع السابق.
(٤) في "مجاز القرآن" ١/ ٨٧.
(٥) وضعَّف أبو حيان، والسمينُ الحلبي قولَ أبي عبيدة. انظر: "البحر المحيط" ٢/ ٣٨٨، "الدر المصون" ٣/ ٣٥. ولكن ابن هشام وافق أبا عبيدة في جعل (مِن) موافقة لـ (عند) وكذلك جعلها بمعنى البدل؛ أي: بدل طاعة الله، أو بدل رحمة الله. انظر: "المغني" ٤٢٢، ٤٢٤.
(٦) حروف الصفات هي حروف الجر. قال عنها ابن يعيش في "شرح المفصل" ٨/ ٧: (وقد يسميها الكوفيون: حروف الصفات؛ لأنها تقع صفاتًا لما قبلها من النكرات). وقد عقد لها ابن قتيبة بابًا في "تأويل المشكل" ص ٥٦٥ فقال (باب دخول بعض حروف الصلات مكان بعض)، وانظر: "أدب الكاتب" له ١/ ٣٩٢، "من أسرار حروف الجر في الذكر الحكيم" ص ١٢، وانظر التعليق السابق على حروف الإضافة في هامش تفسير قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ آية: ٩.


الصفحة التالية
Icon