والخطاب في هذه الآية للمعنيِّينَ بقوله: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ وأراد بالآية عَلاَمَةً تدل على صدق النبي - ﷺ -.
وقوله تعالى: ﴿فِي فِئَتَيْنِ﴾ أراد بالفئتين: رسول الله - ﷺ - وأصحابه يوم بدر، ومشركي مكة حين خرجوا لقتاله، في قول جميع المفسرين.
وقوله تعالى: ﴿فِئَةٌ تُقَاتِلُ﴾ الرفع (١)، وجْه الكلام، لأن المعنى: إحداهما تقاتل في سبيل الله، فهو رفع على استئناف من الكلام كما أنشدهُ (٢) الفرَّاء:
إذا مُتُّ كانَ الناسُ صِنْفَيْنِ (٣): شامتٌ... وآخرُ مُثْنٍ بالذي كنت أفعل (٤)

= هشام ٤٨١، "المقاصد النحوية" للعيني ٢/ ٤٧٦، "منهج السالك إلى ألفية ابن مالك" شرح الأشموني ٢/ ٥٢، "همع الهوامع" ٧/ ٦٦، "الدرر اللوامع على همع الهوامع" للشنقيطي ٢/ ٢٢٥. والشاهد فيه قوله: (غرَّه منكن واحدةٌ) حيث لم يؤنث الفعل (غرَّ) مع أن إسناده إلى اسم ظاهر حقيقي التأنيث، وهو (واحدة) نظرًا للفصل بين الفعل والفاعل بالمفعول، وهو الضمير المتصل، وبالجار والمجرور، وهو (منكن).
(١) من قوله: (الرفع..) إلى (.. والنصب جائز): نقله عن "معاني القرآن" للفراء: ١/ ١٩٢، ١٩٣ بتصرف.
(٢) في (د): (أنشد).
(٣) في (ج): (صنفان). وفي "معاني القرآن" نصفين.
(٤) البيت للعُجَيْر بن عبد الله السَّلُولي. وقد ورد منسوبًا له في "كتاب سيبويه" ١/ ٧٠، "والنوادر" لأبي زيد ١٥٦، "والأزهية في علم الحروف" للهروي ١٩٩، "الإفصاح" للفارقي ٢٨١، "والبسيط في شرح جمل الزجّاجي" لابن أبي الربيع السبتي ٢/ ٧٦٠، "المقاصد النحوية" للعيني ٢/ ٨٥، "خزانة الأدب" ٩/ ٧٢، "الدرر اللوامع" ١/ ٤٦. وورد غير منسوب في "إعراب القرآن" للنحاس ٢/ ١٠، "شرح أبيات سيبويه" للنحاس ص ٤٠، "أسرار العربية" لأبي البركات الأنباري=


الصفحة التالية
Icon