[يُنشَدُ البيتُ على وجهين (١).
ومما فُسِّر به الأول، فتبعه في الإعراب، ما أنشده] (٢) الفرَّاء:

حتى إذا ما استقلَّ النجمُ (٣) في غَلَسٍ وغُودر البقْلُ (٤) مَلْويٌّ ومحصودُ (٥)
= والابتداء" لابن الأنباري ٢/ ٥٧٠، و"المخصص" ص ٥٨، و"ارتشاف الضرب من لغة العرب" لأبي حيان ٢/ ٦٢١، و"المغني" لابن هشام ٢/ ١٤٣.
ومعنى البيت: أنه لما لم تثبت معشوقته عَزَّة على العهد، وثبت هو على عهدها؛ صار كذي رِجلين: رجلٍ صحيحة، ويعني بها: ثباته على عهدها، ورِجل مريضة، ويعني بها: خيانتها للعهد. ومعنى (شَلَّت): أصابها الشلل، وأصل الفعل: (شَلِلَت، تَشَلُّ، شَلَلًا)، ويقال: (شَلت يدُه)، و (أشلها الله). انظر: "الخزانة" ٥/ ٢١٢. والشاهد فيه قوله: (رِجْلٍ..) كُسرت على البدل من (رِجلين) وهو ما يسمى: بدل المفضَّل من المُجْمل، ويجوز الخفض على النعت.
(١) أي: في (رِجْل) الوجه الأول: الخفض، كما سبق بيانه. والوجه الثاني: الرفع، على أنه خبر مبتدأ محذوفٍ، وتقديره: هما: رِجلٌ صحيحةٌ، ورجلٌ أخرى... ، أو: إحداهما رِجلٌ.. انظر: "الخزانة" ٥/ ٢١١.
(٢) ما بين المعقوفين زيادة من: (ج)، (د).
(٣) في (ج): (استقل النجمَ).
(٤) في (ج): (النفل).
(٥) البيت لذي الرمة، وهو في: "ديوانه": ١٣٦٦، "والسمط" ١/ ٣٥٤. وأورده الفرَّاء في "معاني القرآن" ٢/ ٤١٠ برواية أخرى:
حتى إذا ما أضاء الصبح في غَلَسٍ
وكذا نقله عن الفرَّاء بهذه الرواية النحاسُ في "إعراب القرآن" ٢/ ٨٠١ وروايته في "الديوان" (.. وأحْصَدَ البقلُ أوْ مُلوٍ ومحصودُ). ومعنى (استقل): ارتفع، و (النجم) أراد به هنا الثريا. و (الغَلَس): ظلمة آخر الليل. وقوله (ملويٌّ)؛ يقال: (ألوَى النبتُ إلواءً): إذا جف. وقوله في رواية الديوان: (وأحْصَدَ البقلُ): أي: حان أن يحصد. انظر: "ديوانه" بشرح الباهلي: ١٣٦٧، "القاموس" ١٠٤٩ (قلل)، ٥٦١ (غلس).


الصفحة التالية
Icon