وقال ابن جُرَيْج (١)، وابن زيد (٢): نزلت في عبد الله بن سَلامٍ وأصحابه.
وقال مجاهد (٣): نزلت في مؤمِنِي أهلِ الكتابِ، كلِّهم.
و (٤) قال الزجاج (٥): لَمَّا ذكر الذين كفروا من أهل الكتاب في قوله: ﴿فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ [آل عمران: ١٨٧] ذكر حال مَنْ آمَنَ مِنْ أهلِ الكتاب، وأخبر أنهم صَدَقُوا في حال خُشُوعٍ.
وقوله تعالى: ﴿لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ أي: عَرَضًا مِنَ الدُّنياَ، كفعل اليهود الذين غَيَّروا التوراة بِثَمَن.
ومعنى: ﴿سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ -ههنا-: أنه لا يُؤخِّرُ الجزاءَ عَمَّن استحقه؛ لِطُول الحِسَابِ والاشتغال به؛ كما يتأخر (٦) لذلك الحقوقُ في الدنيا. ومضى الكلام في معنى سرعة حساب الله (٧).
(٢) قوله في: المصادر السابقة وبه قال مقاتل في "تفسيره" ١/ ٣٢٣.
(٣) قوله في: "تفسير الطبري" ٤/ ٢١٩، و"تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٨٤٦، و"تفسير الثعلبي" ٣/ ١٧٦ب، و"أسباب النزول" للمؤلف١٧٣، وهو قول ابن عباس من رواية أبي صالح عنه. انظر:"زاد المسير" ١/ ٥٣٣. وإلى هذا القول، ذهب الطبري في تفسيره، في الموضع السابق.
(٤) (الواو): زيادة من (ج).
(٥) في "معاني القرآن" له ١/ ٥٠١. نقله عنه بالمعنى.
(٦) في (أ)، (ب)، (ج): (يتأخر). والأصل أن يقول: تتأخر. إلا أن المُثبَتَ على معنى: يتأخر قضاء الحقوق.
(٧) انظر: تفسير الآية: ٢٠٢ من سورة البقرة.