وقال ابن الأعْرَابي -عن المفَضَّل- (١): (المَحْقُ) -عند العرب (٢) -: أن يذهب الشيءُ كلُّهُ، حتى لا يُرَى مِنْهُ شيءٌ. ومنه ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا﴾ (٣)، أي: يستأصله.
قال أبو إسحاق (٤): ومعنى الآية: جَعَلَ اللهُ الأيَّامَ مُدَاوَلَةً بين الناس؛
لِيُمَحِّصَ اللهُ المُؤْمنينَ، إذا أدَالَ عليهم، بما يقع عليهم (٥) مِنْ قَتْلٍ وَجُرْحٍ وذَهابِ مَالٍ. و ﴿وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾: يستأصلهم، إذا أدال عليهم، ويهلكهم بذنوبهم.
فَقَابَلَ (٦) تَمْحِيصَ المؤمنين بِمَحْقِ الكافرين، لأن تمحيص هؤلاء، بإهلاك ذنوبهم، نَظِير مَحْقِ أولئك، بإهلاك أنْفُسِهِمْ. وهذا مُتقابِلٌ في المعنى، حَسَنٌ.
١٤٢ - قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾ الآية (٧).

= سنة. وتُجمع -كذلك- على: (أعْنُق، وعُنُق). و (العُنوق) جمعٌ نادرٌ.
و (أنَسَّ)؛ أي: بلغ نَسِيسَهُ، ونَسِيسَتَهُ؛ وهو: بقية روحه، أو غاية جهده. انظر: "التهذيب" ٣/ ٢٥٩٧ (عنق)، و"القاموس" ٤/ ٥٧٧ (نسس).
(١) قول ابن الأعرابي في: "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٣٥٣ (محق)، وفيه: (أبو العباس عن ابن الأعرابي، قال: المحق:..) وليس فيه (عن المفضل). وكذا أورده صاحب "اللسان" في: ٧/ ٤١٤٦ (محق).
(٢) (عند العرب): ليس في "تهذيب اللغة"، ولا في "اللسان".
(٣) سورة البقرة: ٢٧٦. وتمامها: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾.
(٤) في "معاني القرآن" له ١/ ٤٧٠. نقله عنه بتصرف.
(٥) (بما يقع عليهم): ساقط من (ج).
(٦) في (ب): (مقابل).
(٧) (الآية): ساقطة من (ج).


الصفحة التالية
Icon