وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]. الرقيب: الحافظ، يقال: رَقَبَ يرقُبُ رِقْبَةً وُرقُوبا (١). ومعناه: أنه يرقُب عليكم أعمالكم فاتقوه فيما نهاكم.
٢ - قوله تعالى: ﴿وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ﴾. قال المفسرون: الخطاب للأوصياء وأولياء اليتامى (٢). أي أعطوهم أموالهم. وإنما يُعطى إذا بلغ، ولا يُتْمَ بعد البلوغ (٣)، ولكن قد يُستَصحب الاسم وإن زال معناه، كقوله: ﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (٤٦)﴾ [الشعراء: ٤٦]، أي: الذين كانوا سحرة قبل السجود. وقد كان يقال للنبي - ﷺ - يتيمُ أبي طَالِب (٤).
وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ﴾.
يقال: تبدل الشيء بالشيء إذا أخذه مكانَه (٥)، قال العجّاج:
مَن إِنْ تَبَدَّلتُ بِلادِي آدُر (٦)
قال أكثر المفسرين: كان ولي اليتيم يأخذ الجيّد من ماله ويجعل

(١) انظر: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٤٤٨ (رقب)، "مقاييس اللغة" ٢/ ٤٢٧ (رقب) والمصدر فيهما: رُقْبانًا.
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ٤/ ٢٢٨، "تفسير البغوي" ٢/ ١٥٩.
(٣) اليتيم هو الذي مات أبوه ويسمى بذلك حتى يبلغ فإذا بلغ زال عنه اسم اليتيم. هذا من ناحية الأحكام الشرعية، أما من الناحية اللغوية فيبقى الاسم لمن مات أبوه وإن كان بالغًا، لأن اليتيم لغة مأخوذ من الانفراد ومنه الدرة اليتيمة: أي المنفردة. انظر "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٩٧٣، ٣٤٠ (يتم).
(٤) انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٧، "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٩٧٣ (يتم)، "تفسير القرطبي" ٥/ ٨، ٩، والمقصود أنه كان يقال ذلك بعدما كبر - ﷺ -.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٢٩٤ (بدل).
(٦) لم أجده في "ديوان العجاج" برواية الأصمعي وشرحه.


الصفحة التالية
Icon