وحكى أبو عَمْرو بن العلاء (١)، عن العرب: سبحان ما سبح له الرعد (٢).
ومعنى قوله (طاب) أي: حلّ (٣)، وإنما أباح النكاح من اللاتي تحل دون المحرمات اللواتي ذُكِرن في قوله: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ﴾ [النساء: ٢٣] إلى آخر الآية (٤).
وقوله تعالى: ﴿مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾. بدل مما طاب، ومعناه: اثنتَين، وثلاثًا (ثلاثًا (٥)) وأربعًا (أربعًا) (٦).
قال أبو إسحاق (٧): إلا أنه لم ينصرف لجهتين لا أعلم أحدًا من النحويين ذكرهما؛ وهي أنه اجتمع فيه علتان: أنه معدول عن اثنتين اثنتين (٨) وثلاث ثلاث، وأنه عُدِل عن تأنيث.
قال أصحابنا (٩): إنه اجتمع علتان: أنه عَدْل (١٠)، وأنه نكرة، والنكرة أصل الأشياء (١١)، وهذا (١٢) كان ينبغي أن يخفّفه (١٣)؛ لأنّ النكرة

(١) هو زبان بن العلاء بن عمار التميمي البصري أحد القراء السبعة، تقدمت ترجمته.
(٢) من "الكشف والبيان" ٤/ ٦ ب. وقد نسب المبرد فى "المقتضب" ٤/ ٢٨٥ هذا القول لأبي زيد. وانظر: "تفسير القرطبي" ٥/ ١٣.
(٣) انظر: "الطبري" ٤/ ٢٣٦، "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ٨، "معالم التنزيل" ٢/ ١٦١.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٢/ ٨، ٩، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣٩٣.
(٥) هذا التكرير ليس في (د). والكلام من أوله للزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ٩.
(٦) هذا التكرير ليس في (د). والكلام من أوله للزجاج في "معاني القرآن" ٢/ ٩.
(٧) أي الزجاج في "معانيه" ٢/ ٩.
(٨) عند الزجاج في "المعاني": اثنين اثنين بالتذكير.
(٩) لا يزال الكلام لأبي إسحاق الزجاج، والظاهر أنه يقصد البصريين من النحاة.
(١٠) في "معاني الزجاج" أنه عُدِل عن تأنيث.
(١١) عند الزجاج: الأسماء.
(١٢) عند الزجاج: بهذا.
(١٣) عند الزجاج: نخففه وهو أولى.


الصفحة التالية
Icon