وأخبرني العروضي قراءةً، وسعيد بن العباس القرشي كتابةً، عن الأزهري، قال: أخبرني عبد الملك (١)، عن الربيع (٢)، عن الشافعي - رضي الله عنه - (٣) أنه قال: معناه ألّا يكثر عيالكم (٤).
وإلى هذا القول ذهب من المفسرين عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (٥)، وليس قول من خطّأ الشافعي في هذا بشيءٍ، فقد روى لنا الفسوي أبو الحسين، عن حَمْد بن محمد الفقيه، عن أبي عمر (٦) محمد بن عبد الواحد، عن أحمد بن يحيى، عن سَلَمة (٧)، عن الفراء، عن الكسائي (٨)، أنه قال: ومن العرب الفُصَحاء من يقول: عال يعول، إذا كثر عياله (٩).
قال الكسائي: وهي لغة فصيحة سمعتُها من العرب (١٠).

(١) لم أعرفه.
(٢) هو أبو محمد الربيع بن سليمان بن عبد الجبار المُرادي المَصري المُؤَذَّن، صاحب الشافعي وراوي كتبه، ثقة، أخرج له أصحاب السنن، توفي -رحمه الله- سنة ٢٧٠ هـ. انظر: "طبقات الفقهاء" للشيرازي ص ١٠٩، "سير أعلام النبلاء" ١٢/ ٥٨٧، "التقريب" ص ٢٠٦ رقم (١٨٩٤).
(٣) السند من الأزهري إلى الشافعي في "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٢٨٧ (عال).
(٤) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٢٨٧ (عال)، وانظر: "تفسير البغوي" ٢/ ١٦٢، "تفسير القرطبي" ٥/ ٢١.
(٥) أخرجه الطبري ١/ ٢٤١ بلفظ: أهون عليك في العيال. وانظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٢٨٧ (عال)، "زاد المسير" ٢/ ١٠، "الدر المنثور" ٢/ ٢١١.
(٦) السند من أبي عمر إلى آخره في "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٢٨٧ (عال).
(٧) أبو محمد سلمة بن عاصم النحوي، تقدمت ترجمته عند تفسير [البقرة: ١٠٢].
(٨) هو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي.
(٩) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٢٨٧ (عال).
(١٠) هذا القول للكسائي ليس في "تهذيب اللغة".


الصفحة التالية
Icon