قال أبو إسحاق (١): إنما قيل أموالكم؛ لأن معناها الشيء الذي به قِوام أمركم، كما قال: ﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾ [البقرة: ٨٥]، ولم يكن الرجل منهم يقتل نفسه، ولكن كان بعضهم يقتل بعضًا، أي: تقتلون الجنس الذي هو جنسكم (٢).
وقال بعض النحويين: إذا اختلط المخاطب مع الغائب غُلِّب المخاطب، لذلك أضاف الأموال إليهم وهي للسفهاء، وهذا التفسير دليل على ما ذهب إليه الشافعي رحمه الله من جواز الحجر على الرجل البالغ إذا كان مُبذِّرًا مُفسدًا لماله (٣).
وقوله تعالى: ﴿الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾. قال ابن عباس: يريد قيامًا لمعايشكم وصلاح دنياكم (٤).
قال أبو عبيدة (٥): (قِيام) مصدر، ويجيء في معناه (قِوام)، وهو الذي يقيمك، وانما أذهبوا الواو لكسرة القاف كما قالوا: صِوار وصِيار (٦).
(٢) انتهى من "معاني الزجاج" ٢/ ١٣، ١٤.
(٣) انظر: "الأم" ٣/ ١٩٤ - ١٩٥، "تفسير ابن كثير" ٢/ ٤٩١.
(٤) ثابت عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة كما في "تفسير ابن عباس" ص ١٣٤، "تفسير الطبري" ٤/ ٢٤٩.
وتحقيق المروي عن ابن عباس لسور النساء والمائدة والأنعام ١/ ١٥٣، ١٥٤، لكن بلفظ بمعنى قوامكم في معايشكم.
(٥) في "مجاز القرآن" ١/ ١١٧.
(٦) انتهى من "مجاز القرآن" ١/ ١١٧، ولعل فيه تصحيفًا في آخره، لأن آخر العبارة في "المجاز": كما قالوا: ضيًاء للناس وضوءًا للناس.