على ما يفعل من الظلم (١).
وأنشد ابن الأنباري (٢) قول قيس المجنون (٣):

دعا المحرمون اللهَ يستغفرونه بمكةَ يومًا أن تُمَحَّا ذُنوبُها
وناديتُ يا ربّاه أولُ سؤلتي لنفسي لَيلَى ثم أنت حسيبُها (٤)
قال (٥) فمعناه: ثم أنت محاسبها على ظلمها.
قالوا: فالحسيب هو المحاسب بمنزلة قول العرب: الشريب. للمشارب (٦).
وأنشد (٧) أيضًا قول المخبل السعدي (٨):
فلا تُدخِلنَّ الدهر قبرك حَوبَةً يقوُم بها يومًا عليك حسيبُ (٩)
معناه محاسبك عليه الله تعالى (١٠).
ومن الكفاية قولهم: حسيبك الله. ومعناه: كافي إياك الله (١١).
(١) من "الزاهر" ١/ ٦ بتصرف.
(٢) في "الزاهر" ١/ ٦.
(٣) هو قيس بن الملوح العامري، شاعر غزل ويعرف بمجنون ليلى بسبب أنه حجب منها مع حبه لها فهام على وجهه ينشد الأشعار، وله ديوان وأخبار. توفي سنة ٦٥ أو ٦٨ هـ. انظر: "ديوانه" ص ٧ المقدمة، "الأعلام" ٥/ ٢٠٨.
(٤) "ديوانه" ص ٣١، لكن في البيت الأول: شعثًا بدل يومًا، وفي الثاني: يا رحمن بدل يا رباه.
(٥) أي ابن الأنباري في "الزاهر" ١/ ٦.
(٦) "الزاهر" ١/ ٦، وانظر: "اشتقاق أسماء الله" للزجاجي ص ١٢٩.
(٧) أي ابن الأنباري في "الزاهر" ١/ ٥.
(٨) تقدم ترجمته.
(٩) البيت في اللسان ٢/ ١٠٣٦ (حوب) لكنه فيه: يدخلن بالتحتية ورفع حوبة.
(١٠) في "الزاهر" ١/ ٥: محاسب عليها عالم بها.
(١١) من "الزاهر" ١/ ٦.


الصفحة التالية
Icon