الله وسبيل المستضعفين (١). ثم اختار الوجه الأول، قال: لأنَّ القوم خرجوا إلى القتال في سبيل الله وخلاص المستضعفين، لا إلى القتال في سبيل المستضعفين؛ لأن القتال في سبيل الله أن يقاتل رجاء ثواب الله في طاعة الله، ولا يجوز القتال في سبيل المستضعفين على هذا المعنى، وإذا كان كذلك فالأولى أن يكون العطف على ما عملت فيه (في) (٢).
وذكر أبو إسحاق هذا وأشار إلى نحو ما ذكرنا فقال: وقول أكثر النحويين كما اختار أبو العباس، لاختلاف السبيلين؛ لأن معنى سبيل المستضعفين كأنه: وخلاص المستضعفين، وإذا اختلف معنى السبيلين فالاختيار الأول. والوجه الثاني عند أبي إسحاق أشبه بالمعنى؛ لأن سبيل المستضعفين في سبيل الله، على معنى أن خلاصهم من سبيل الله (٣).
وأما التفسير: فقال الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: معناه عن المستضعفين (٤). وكذلك قاله مجاهد (٥) ومقاتل (٦).
(٢) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٧٧، ٧٨، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٣٤، "بحر العلوم" ١/ ٣٦٨، "مشكل إعراب القرآن" ١/ ٢٠٣، "زاد المسير" ٢/ ١٣٢.
(٣) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٧٨، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٧١.
(٤) "الكشف والبيان" ٤/ ٨٧ أ. وأخرج الطبري ٥/ ١٦٨ من طريق عطية العوفي عن ابن عباس قال: "وفي المستضعفين".
(٥) عن مجاهد أنه قال في تفسير هذه الآية: "أمر الله المؤمنين أن يقاتلوا عن مستضعفي المؤمنين" تفسيره ١/ ١٦٥، وأخرجه الطبري ٥/ ١٦٨ وهذا رأي الحسن أيضًا. انظر: "تفسير الهواري" ١/ ٣٩٩.
(٦) "تفسيره" ١/ ٣٨٩.