ولو كان في الثانية والألف واللام لقال: زعلة الظلمان.
وإنما جاز أن يكون الظالم نعتًا للقرية، وهو من صفة أهلها، لأن الأهم قد يوصف بصفةٍ لسببه، كقولك: مررت برجل قائم أبوه، فالقيام للأب، وقد أجريته صفة للرجل، وكذلك: مررت برجل حسنة أمه، وإنما نعت بفعل سببه لأنه يخصه، ويُخرجه من إبهام إلى تخصيص، كما يُخرجه فعله المحض، فلما ساوى فعل سببه فعله نعت به، فقوله: من القرية الظالم نعت للقرية (١).
والهاء في ﴿أَهْلُهَا﴾ يرجع إلى القرية (٢)، والأهل فاعل الظلم (٣)، ولذلك ارتفع، فإن ثنيت القرية أو جمعته لم يتغير لفظ الظالم؛ لأن الأهل واحد في اللفظ، والظالم بمنزلة فعل مقدم، والفعل إذا كان مقدمًا على الفاعل لم يثنَّ ولم يُجمع (٤)، ولهذا لم يؤنث الظالم؛ لأن الفعل إنما يؤنث إذا كان فاعله مؤنثًا، ولما كان فاعل الظلم مذكرًا لم يلحقه علامة التأنيث (٥).
(١) انظر: الطبري ٥/ ١٦٨، "معاني الزجاج" ٢/ ٧٧، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٤٣، "الكشف والبيان" ٤/ ٨٧ أ.
(٢) انظر: الطبري ٥/ ١٦٨.
(٣) انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٧٧، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٤٤٣، "الدر المصون" ٤/ ٣٨.
(٤) انظر: "مشكل إعراب القرآن" ١/ ٢٠٣، "الكشاف" ١/ ٢٨١.
(٥) انظر: "الكشاف" ١/ ٢٨١، "التفسير الكيبر" ١٠/ ١٨٢، "الدر المصون" ٤/ ٣٨.