وهو قول ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة (١).
وأكثر أهل العلم قالوا: نسخت هذه الآية قوله تعالى: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ [التوبة: ٥]، وقوله تعالى: ﴿فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا﴾ [التوبة: ٢٨] فلا يجوز أن يحج مشرك، ولا يأمن الكافر بالأشهر الحرم والهدي والقلائد والحج (٢).
وقال الشعبي: لم ينسخ من المائدة إلا آية واحدة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ﴾ (٣).
وذهب جماعة إلى أنه لا منسوخ في هذه السورة، وأن هذه الآية محكمة (٤).
قال أبو بكر ابن الأنباري: فمن ذهب إلى أن هذه الآية محكمة قال: ما ندبنا الله تعالى إلى أن نُخيف من يقصد بيته من أهل شريعتنا في الشهر الحرام ولا في غيره، وفصل الشهر الحرام من غيره بالذكر تعظيمًا له وتفضيلاً، وحرم علينا أخذ الهدي من المهدين وصرفه عن بلوغ محله، وحرم علينا القلائد، أي إخافة المستجيرين بالبلد الحرام.

(١) هذا هو المشهور عن ابن عباس وقتادة، كما في "تفسير ابن عباس" ص ١٦٧، و"الناسخ والمنسوخ" لقتادة ص ٤٠، وانظر: "الناسخ والمنسوخ" لأبي عبيد ص ١٨٩، والطبري في "تفسيره" ٦/ ٦٠، ٦١، و"الناسخ والمنسوخ" للنحاس ٢/ ٢٣٥، و"النكت والعيون" ٢/ ٩، و"زاد المسير" ٢/ ٢٧٨.
(٢) انظر: الطبري في "تفسيره" ٦/ ٦٠، ٦١، و"معاني الزجاج" ٢/ ١٤٢، و"زاد المسير" ٢/ ٢٧٨.
(٣) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ٦١، وانظر: "النكت والعيون" ٢/ ٩، و"زاد المسير" ٢/ ٢٧٨.
(٤) قال الطبري في "تفسيره" ٦/ ٦٠: اختلف أهل العلم فيما نسخ من هذه الآية، بعد إجماعهم على أن منها منسوخًا، ونحو ذلك في "النكت والعيون" ٢/ ٦، وقد =


الصفحة التالية
Icon