من قوله: ﴿لَا يَجْرِمَنَّكُم﴾ المعنى: إن صدوكم (١) قوم عن المسجد الحرام فلا تكسبوا عدوانا.
وأما قول من فتح فبين لا مؤونة فيه، وهو أنه مفعول له، التقدير: لا يجرمنكم شنآن قوم؛ لأن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا. فأنْ الثانية في موضع نصب لأنه المفعول الثاني، والأولى منصوبة لأنه مفعول له (٢).
قال مقاتل في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ﴾ الآية: يقول لا يحملنكم بغض كفار مكة أن صدوكم يوم الحديبية عن المسجد الحرام أن تعتدوا على حجاج اليمامة فتستحلوا منهم محرمًا، وتمنعوهم عن المسجد الحرام كما منعكم كفار مكة، أو تعرضوا للهدي (٣).
وقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾.
قال الفراء: لِيعُن بعضكم بعضًا.
(قال): وهو في موضع جزم؛ لأنه أمر وليس بمعطوف على (تعتدوا) (٤).
وقال الزجاج: ما مضى من هذه الآية: كله منسوخ إلا تعاون (المسلمين (٥)) على البر والتقوى (٦).
(٢) انتهى من "الحجة" ٣/ ٢١٢ - ٢١٤.
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" ١/ ٤٤٩، ٤٥٠.
(٤) "معاني القرآن" ١/ ٣٠٠.
(٥) تكررت في (ج).
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٤٤، وانظر: "النكت والعيون" ١/ ٤٤٢، و"زاد المسير" ٢/ ٢٧٨.