ولا فرق فيما ذكرنا بين الطيور المعلمة والسباع المعلمة.
وقال سعيد (بن جبير (١)): إذا أكل الكلب (من صيده (٢)) فلا تأكل منه، فإنما أمسك على نفسه، وأما البازي والصقر فكل وإن أكلا؛ فإنما تعليمه إذا دعوته يجيبك، ولا تستطيع ضربه حتى يدع الأكل (٣).
وقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾.
يعني إذا أرسلتم الكلاب. قال الكلبي وغيره من المفسرين (٤).
وقال ابن عباس في رواية عطاء: ﴿وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ إذا أطلقت، فإن نسيت حين تطلق كلبك اسم الله فلا بأس أن تأكله، فإن المؤمن مؤمن واسم الله المؤمن، والمسلم مسلم، واسم الله السلام (٥).
وقال الحسن: إذا أرسل المؤمن كلبه (ونسي (٦)) أن يسمي الله فإنه يأكل؛ لأن اسم الله من دينه، وهو بمنزلة شفرته إذا نسي أن يذكر اسم الله (٧).
(٢) بياض في (ش).
(٣) أخرج صدره الخاص بالكلب: الطبري في "تفسيره" ٦/ ٩٣، وذكره بطوله الهواري في "تفسيره" ١/ ٤٥٠.
(٤) انظر: "بحر العلوم" ١/ ٤١٧، و"تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١٠٧.
(٥) لم أقف عليه، وقد ثبت عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة أنه قال: إذا أرسلت جوارحك فقل: بسم الله، وإن نسيت فلا حرج، و"تفسيره" ص ١٧١، وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ٩٩، وانظر ابن كثير في "تفسيره" ٢/ ٤٩٩.
(٦) في (ش): (فنسي).
(٧) لم أقف عليه، وانظر: "تفسير الهواري" ١/ ٤٥٠.