نعطكم) (١). يعني: وسعنا عليهم في كثرة العبيد والمال والثمار والأنعام. ومعنى التمكين (٢) من الشيء: إعطاء ما يصح به الفعل من الآلات والعدد والقوى، وهو أتم من الإقدار؛ لأن الإقدار: إعطاء القدرة خاصة، والقادر على الشيء قد يتعذر عليه الفعل بعدم الآلة، والتمكن ينافي التعذر (٣) والانتقال من الخبر إلى الخطاب من الاتساع والتصرف في (٤) الكلام، كما تقول: قلت لعبد الله -وقد كان شكره زيد-: ما أكرمك، أي: واجهته بهذا الخطاب، وإن شئت قلت: ما أكرمه، على الإخبار (٥).
وقوله تعالى: ﴿مَكَّنَّاهُمْ﴾ ثم قال: ﴿مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ﴾ ولم يقل: نمكنكم، وهما لغتان، تقول العرب: مكنته ومكنت له، كما تقول: نصحته ونصحت له. قال صاحب "النظم": (العرب تتسع في الأفعال التي تتعدى
(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ١٠، وابن الجوزي ٣/ ٦.
(٢) انظر: "الجمهرة" ٢/ ٩٨٣، و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣٤٣٦، و"الصحاح" ٦/ ٢٢٠٥، و"المجمل" ٣/ ٨٣٧، و"المفردات" ص ٧٧٣، و"اللسان" ٧/ ٤٢٥٠ (مكن).
(٣) هذا قول أبي هلال العسكري في "الفروق اللغوية" ص ٩٠، وانظر: "البحر" ٤/ ٦٦.
(٤) قال بعض أهل التفسير: في الآية رجوع من الغيبة في قوله: ﴿أَلَمْ يَرَوْا﴾ إلى الخطاب في قوله ﴿لَكُمْ﴾ للاتساع وتلوين الخطاب، قال السمين في "الدر المصون" ٤/ ٥٣٨: (فيكون على هذا التفاتًا فائدته التعريض بقلة تمكن هؤلاء ونقص أحوالهم عن حال أولئك، ومع تمكينهم وكثرتهم فقد حل بهم الهلاك، فكيف وأنتم أقل منهم تمكينا وعددًا) ا. هـ وانظر: "معاني الأخفش" ٢/ ٢٦٩، و"إعراب النحاس" ١/ ٥٣٦، و"غرائب التفسير" للكرماني ١/ ٣٥٢، و"تفسير البغوي" ٣/ ١٢٨، وابن الجوزي ٣/ ٦، و"تفسير القرطبي" ٦/ ٣٩١.
(٥) أي يجوز. قلت لزيد: ما أكرمك أو ما أكرمه. انظر: "تفسير الطبري" ٧/ ١٤٩، وابن عطية ٥/ ١٣٠، و"البحر" ٤/ ٧٥.
(٢) انظر: "الجمهرة" ٢/ ٩٨٣، و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣٤٣٦، و"الصحاح" ٦/ ٢٢٠٥، و"المجمل" ٣/ ٨٣٧، و"المفردات" ص ٧٧٣، و"اللسان" ٧/ ٤٢٥٠ (مكن).
(٣) هذا قول أبي هلال العسكري في "الفروق اللغوية" ص ٩٠، وانظر: "البحر" ٤/ ٦٦.
(٤) قال بعض أهل التفسير: في الآية رجوع من الغيبة في قوله: ﴿أَلَمْ يَرَوْا﴾ إلى الخطاب في قوله ﴿لَكُمْ﴾ للاتساع وتلوين الخطاب، قال السمين في "الدر المصون" ٤/ ٥٣٨: (فيكون على هذا التفاتًا فائدته التعريض بقلة تمكن هؤلاء ونقص أحوالهم عن حال أولئك، ومع تمكينهم وكثرتهم فقد حل بهم الهلاك، فكيف وأنتم أقل منهم تمكينا وعددًا) ا. هـ وانظر: "معاني الأخفش" ٢/ ٢٦٩، و"إعراب النحاس" ١/ ٥٣٦، و"غرائب التفسير" للكرماني ١/ ٣٥٢، و"تفسير البغوي" ٣/ ١٢٨، وابن الجوزي ٣/ ٦، و"تفسير القرطبي" ٦/ ٣٩١.
(٥) أي يجوز. قلت لزيد: ما أكرمك أو ما أكرمه. انظر: "تفسير الطبري" ٧/ ١٤٩، وابن عطية ٥/ ١٣٠، و"البحر" ٤/ ٧٥.