للمشركين (١)، و ﴿تذكرون﴾ أصله تتذكرون فأدغم تاء تتفعل في الذال لأن التاء مهموسة والذال مجهورة (٢)، والمجهور أزيد صوتًا من المهموس فحسن إدغام الأنقص في الأزيد، و ﴿مَا﴾ موصولة بالفعل وهي معه بمنزلة المصدر، والمعنى: قليلاً (٣) تذكركم، وقرأ حمزة (٤) والكسائي وحفص (٥) خفيفة الذال شديدة الكاف حذفوا التاء التي أدغمها الأولون وذلك حسن لاجتماع ثلاثة أحرف متقاربة ويقوى ذلك قولهم: اسطاع (٦).

(١) انظر: "تفسير الطبري" ٨/ ١١٧، و"معاني الزجاج" ٢/ ٣١٦، والنحاس ٣/ ٩.
(٢) الهمس: الخفاء، وهو جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على مخرجه. وضده الجهر وهو الظهور والإعلان والمراد به انحباس النفس عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على مخرجه، انظر: "سر صناعة الإعراب" ١/ ٦٠، و"غاية المريد" لعطية نصر ص ١٣٩.
(٣) في (ب): قليلاً ما تذكركم. والنص من "الحجة" ٤/ ٥ - ٧، وانظر: "الدر المصون" ٥/ ٢٤٦.
(٤) قرأ حمزة والكسائي، وحفص عن عاصم - ﴿قيلا ما تذكرون﴾ بالتاء خفيفة الذال مشددة الكاف، وقرأ الباقون ﴿تذكرون﴾ بالتاء مشددة الذال والكاف. وقرأ ابن عامر: ﴿قليلاً ما يتذكرون﴾ بياء وتاء، وتخفيف الذال وتشديد الكاف، وقد روي عنه بتاءين (تتذكرون). انظر: "السبعة" ص ٢٧٨، و"المبسوط" ص ٢٧٩، و"التذكرة" ٢/ ٤١٧، و"التيسير" ص ١٠٩، والنشر ٢/ ٢٦٧.
(٥) حفص عن عاصم، وحفص هو حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي، أبو عمر الكوفي، صاحب عاصم، إمام في القراءة ضابط لها بخلاف حاله في الحديث، فهو متروك الحديث مع إمامته في القراءة، توفي سنة ١٨٠هـ وله تسعون سنة. انظر: "الجرح والتعديل" ٣/ ١٧٣، و"معرفة القراء" ١/ ١٤٠، و"غاية النهاية" ١/ ١٥٤، و"تهذيب التهذيب" ١/ ٤٥٠، و"تقريب التهذيب" ص ١٧٢ (١٤٠٥).
(٦) انظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٣١٦ - ٣١٧، و"إعراب النحاس" ١/ ٥٩٩، و"المشكل" ١/ ٢٨١، وقد جاء في سورة الكهف [الآية: ٩٧] قوله تعالى: ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾ [الكهف: ٩٧]. قرأ حمزة بتشديد الطاء، والباقون بالتخفيف. انظر: "السبعة" ص٤٠١، و"الحجة" لأبي علي ٥/ ١٧٩.


الصفحة التالية
Icon