قال الزجاج: (﴿يَوْمَ﴾ نصب بقوله ﴿يَقُولُ﴾ (١). قال: [و] (٢) ﴿الَّذِينَ نَسُوهُ﴾ معناه (٣) أنهم صاروا في الإعراض عنه بمنزلة من نسى، وجائز أن يكون ﴿نَسُوهُ﴾ تركوا (٤) العمل له والإيمان له) (٥)، وهذا كما ذكرنا في قوله: ﴿كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا﴾ [الأعراف: ٥١].
وقوله تعالى: ﴿أَوْ نُرَدُّ﴾ نسق على قوله: ﴿فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ﴾، كأنه قيل: هل يشفع لنا شافع، أو هل نرد ﴿فَنَعْمَلَ﴾، منصوب على جواب الاستفهام [بالفاء (٦)] (٧)، ومعنى: ﴿فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾ نوحد الله قاله ابن عباس (٨).

= هو مجيء حقيقته ورؤيتها عيانًا ومنه تأويل الرؤيا وهو حقيقتها الخارجية التي ضربت للرائي في عالم المثال) اهـ.
(١) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤١، وانظر: "إعراب النحاس" ١/ ٦١٦، و"المشكل" ١/ ٢٩٣، و"البيان" ١/ ٣٦٤، و"التبيان" ص ٣٧٨، و"الفريد" ٢/ ٣١٠، و"الدر المصون" ٥/ ٣٣٧ وكلهم على أنه منصوب على الظرف والعامل فيه ﴿يَقُولُ﴾.
(٢) لفظ: (الواو) ساقط من (ب).
(٣) في (ب): (معنا)، وهو تحريف.
(٤) في (ب): (تركوه العمل)، وهو تحريف.
(٥) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٤١ - ٣٤٢، وانظر: الطبري ٨/ ٢٠٤، و"معاني النحاس" ٣/ ٤٢، والسمرقندي ١/ ٥٤٥، والماوردي ٢/ ٢٢٩.
(٦) لفظ: (بالفاء) ساقط من (ب).
(٧) هذا قول الزجاج في "معانيه" ٢/ ٣٤٢ وهو المشهور، وقول الجمهور: (فتكون جملة ﴿أَوْ نُرَدُّ﴾ معطوفة على جملة ﴿فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ﴾ داخلة معها في حكم الاستفهام. انظر: "معاني الفراء" ١/ ٣٨٠، والأخفش ٢/ ٣٠٠، و"تفسير الطبري" ١٢/ ٢٠٥، و"إعراب النحاس" ١/ ٦١٦، و"المشكل" ١/ ٢٩٣، و"البيان" ١/ ٣٦٤، و"التبيان" ص ٣٧٨، و"الفريد" ٢/ ٣١٠، و"البحر" ٤/ ٣٠٦، و"الدر المصون" ٥/ ٣٣٧.
(٨) "تنوير المقباس" ٢/ ٩٩ وفيه: (فنؤمن ونعمل غير الذي كنا نعمل في الشرك) اهـ.


الصفحة التالية
Icon